أو يجفّ الثرى، وإنما الشّعر، حتى ذوى العود والثرى، ولا أعلم كلامًا أحسن من قوله:) وساق الثريا في ملاءته الفجر (ولا ملاءة له، وإنما هي استعارة.
وقال ابن المعتز:) العود لا يذوي ما دام في الثرى (وأول من استعار امرئ القيس فقال:
وَليلٍ كَموجِ البحْر مُرْحٍ سُدوله ... عليَّ بأنواعِ الهمومُ لِيبْتلي
فَقلتُ لهُ لمَا تَمطى بصلبه ... وأردفَ أعجازًا وناءً بكلكلِ
فذكر سدول الليل وجعلَ له صلبًا وأعجازًا وكلكلًا، وقد قال زهير:
صَحا القلبُ عنْ سَلمى وأقْصرَ باطِلُه ... وعُرىَ أفْراسُ الصِبّا وَرواحِلُهْ
ولا أفراس للصبا ولا رواحل، ومن مليح الاستعارة قول جرير:
تُحيي الرّوامِسُ ربْعها فتُجدُّه ... بَعْدَ البِلى، وتُمِيتهُ الأَمطار
قال ابن المعتز: جمع هذا البيت المطابقة والاستعارة، بالإحياء والإماتة،
1 / 154