أنظر إلى استساغ ابن الرومي من سرقة البحتري ومطالبه من له قدرة بعقوبته أو قتله عليها وإلى أنس أبي الطيب بها حتى غلبت على شعره والشاعر الذي لم يرض له ابن الرومي إلا بالقتل والصلب، ذكر محمد بن الجراح أنه ذكر له أحمد ابن أبي طاهر أنه أخرج له ستمائة بيت سرقة منها أربع مائة بيت للطائي فافتخر أحمد أنه قدر على إخراج مثل ذلك وأستكثره وشعر البحتري أكثر فليت أبا الطيب رضيّ بمثل هذه العدة من السرقة، ولكنه ظن أنه لا يهتدي إلى استخراج ما قال من السرقة غيره وأنّ سارقُ الشعر يستحقه بالسرقة والبحتري يقول فيه ابن الحاجب:
والفتَى البحتري سَارقُ ما قَا ... ل ابن أوسٍ في المدح والتَّشْبيبِ
كلُّ بَيتٍ لَهُ يَجودُ مَعَنا ... هُ فَمعناه لابن أوسٍ حَبيب
فجعل جيد شعره لحبيب وإنما أخذ منه على ما حكى ابن أبي طاهر أربع مائة بيت على كثرة شعر البحتري ولعل أبا الطيب قد أخذ من حبيب هذه العدة أو أكثر،
1 / 144