قال بعض الأعراب:
لا تكنْ محتقرًا شأن امرئٍ ... ربّما كانت من الشأن شؤونُ
رُبّما قَرّتْ عُيونٌ بشبحي ... مُرْمُضٍ قَدْ سَخنتْ منهُ عيونُ
أخذه أبو تمام فحول صيغته فقال:
وحُسْنُ مُنقلب تَبْدو وعواقُبُه ... جَاءتْ بشاشَتُهُ مِنْ قبح مُنْقلب
فهذا مثال كاف.
القسم الثالث: نقل ما قبح مبناه دون معناه إلى ما حسن مبناه ومعناه من ذلك قول أبي نواس:
بُحّ صوتُ المالِ ما ... مِنك يَشكو ويصيحُ
ما لهذا آخذ ... فوق يَديْه أو نَصِيحُ
معناه صحيح ولفظه قبيح، أخذه مسلم فقال:
تَظلّم المالُ والأعداءُ مِنْ يَدِهِ ... لا زالَ للمالِ والأعْداء ظلاّما
فجود الصنعة وجميع بين تظلمين كريمين ودعا للممدوح بدوام ظلمه للمال والأعداء، وكل ذلك مليح جزل، نقل من ضعيف المبنى. وقال أبو العتاهية:
كأنَّها في حسنها دُرّةٌ ... أخْرجها اليّمُّ إلى السَّاحلِ
شبهها بالدرة بياضًا وحسنًا ثم إن بقية البيت حشو، لأنها إذا خرجت إلى
1 / 107