31

Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time

مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره

Penerbit

دار الكتاب العملي

Tahun Penerbitan

1405 AH

في هذا إثبات فقر له إلى غير ذاته، فإن ذاته مستلزمة للعلم. والعلم مستلزم لكونه عالماً، فذاته هي الموجبة لهذا، فالعلم كمال، وكونه عالماً كمال، فإذا أوجبت ذاته هذا وهذا كان كما لو أوجبت الحياة والقدرة. ] -

- [ ابن مطهر : لم يجعلوه عالماً لذاته، قادراً لذاته.

ابن تيمية : إن أردت أنهم لم يجعلوه عالماً قادراً لذات مجردة عن العلم والقدرة كما يقول نفاة الصفات أنه ذات مجردة عن الصفات فهذا حق، لأن الذات المجردة عن العلم والقدرة لا حقيقة لها في الخارج ولا هي الله، وإن أردت أنهم لم يجعلوه عالماً قادراً لذاته المستلزمة للعلم والقدرة، فهذا غلط عليهم، بل نفس ذاته الموجبة لعلمه وقدرته هي التي أوجبت كونه عالماً قادراً، وأوجبت علمه وقدرته، فإن هذه الأمور متلازمة. ] -

ابن مطهر : جعلوه محتاجاً ناقصاً في ذاته كاملاً بغيره.

ابن تيمية : كلام باطل، فإنه هو الذات الموصوفة بالصفات اللازمة لها. وما في الخارج ذات مجردة عن صفات، وليست صفات الله غير الله.

ابن مطهر : ذهب بعضهم إلى أن الله ينزل كل ليلة جمعة بشكل أمرد راكباً على حمار، حتى أن بعضهم ببغداد وضع على سطحه معلفاً يضع فيه شعيراً كل ليلة جمعة، لجواز أن ينزل الله سبحانه وتعالى على سطحه فيشتغل الحمار بالأكل، ويشتغل الرب بالنداء. هل من تائب؟.

ابن تيمية : هذا كذب وأمثاله أو ربما وقع لجاهل مغمور، ليس بقول عالم ولا معروف، وقد صان الله تعالى علماء السُّنة بل وعامتهم من قول هذا الهذيان الذي لا ينطلي على الصبيان. ثم لم يروا في ذلك شيئاً، لا بإسناد ضعيف ولا بإسناد مكذوب، ولا قال أحد أنه تعالى ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض ولا أنه في شكل أمرد.

وما أكثر الكذب في العالم، ولكن تسعة أعشاره أو أقل أو أكثر بأيدي الرافضة.

31