هاك الجواب يا صاحبي: قال النواب لنا عندما كان يدعون لأنفسهم أنهم رشحوا أنفسهم لخدمة الشعب، لا طمعا بالجراية ... حتى إذا ما ركبوا الكرسي جاءت تصرفاتهم مخالفة تصريحاتهم.
بشع جدا أن يقرر الرجل زيادة معاشه بنفسه.
فلو جاءت هذه الزيادة عن غير طريقهم ما قلت شيئا.
أما قولك لي أخيرا: «لو كنت منهم ألا أفعل ما فعلوا؟» فالجواب عنه: «إن النفس أمارة بالسوء.» وبلغتنا العامية: النفس رخوة ... ولهذا أكره السياسة؛ لأني أخاف أن تدخلني في التجارب ... والسلام عليك.
حقوق المرأة
إلى السيد س. م. بيروت
كتب إلي السيد س. م. ما يلي:
سلاما وتحية وبعد، فكنت قد أرسلت إليك فيما مضى من الأيام القريبة رسالة أشرح لك فيها عن رغبتي الصادقة وتشوقي إلى مناقشة الآراء والمسائل الأدبية والاجتماعية؛ إذ لا أحب أن أتقبل مسألة من المسائل أو فكرة من الأفكار إلا بعد الدرس والتمحيص، وبعد أن أتفهمها وأكون على استعداد تام لإقناع من يريد المناقشة. وقد طرحت عدة مسائل وأفكار على بساط البحث ولما أنته منها، ومن هذه المسائل الاجتماعية أخذ المرأة حقوقها العامة والسياسية كاملة. قد حاول الكثير من الأصدقاء أن يقنعوني بأن أخذ المرأة حقوقها واجب - وأنا على عكس هذا الرأي - ولكن حججهم واهية لا تستند إلى العقل، ولا على أساس من المنطق.
ولما كتبت لك راجيا أن تجيبني وتسعفني برأيك بناء على ما أعهده فيك من سعة الاطلاع في اللغة والأدب والاجتماع، كان أسفي شديدا عندما لم أتلق منك جوابا يطفي ظمأ روحي.
أرجو أن تعطف هذه المرة وتحقق الوطر المنشود؛ لأني في أشد الحاجة إلى رأيك ومعونتك وعطفك. والسلام.
Halaman tidak diketahui