(أَنا فِي أسر السقام ... من هوى هَذَا الْغُلَام)

(رشا ترشق عَيناهُ ... فُؤَادِي بِالسِّهَامِ)

(كلما أرشفني فَاه ... على حر الاوام)

(دقَّتْ مِنْهُ الشهد بالثلج ... الْمُصَفّى فِي المدام)

وَكَانَ المترجم يصحب الشَّيْخ أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وامتدحه الشُّعَرَاء بقصائد غراء ذكر بَعْضهَا صَاحب الروضتين وَذكرهَا هُنَا يخرجنا عَمَّا قصدناه من الِاخْتِصَار

وَقد درس فِي هَذِه الْمدرسَة من الْحَنَفِيَّة عماد الدّين ابْن الْفَخر ثمَّ سَبْعَة مدرسين آخِرهم شمس الدّين بن الصفي وَمِمَّنْ لَهُ أثر يذكر مِنْهُم

هُوَ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْحسن بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الحريري ولد فِي دمشق سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة كَذَا قَالَه نجم الدّين الطرسوسي فِي شَرحه على منظومته وتفقه على جمَاعَة وَشرح الْهِدَايَة وعلق فَوَائِد فقهية ودرس بعدة مدارس وَولي الْقَضَاء وَتُوفِّي بِمصْر سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة

وَقَالَ صَاحب الْفَوَائِد البهية فِي تراجم الْحَنَفِيَّة كَانَ المترجم عَالما فَاضلا فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي زَمَانه وَتَوَلَّى قَضَاء دمشق انْتهى

قَالَ فِي التَّنْبِيه هِيَ دَاخل بَاب النَّصْر وَدَار السَّعَادَة انْتهى

أَقُول أما بَاب النَّصْر فقد كَانَ فِي السُّوق الْمَعْرُوف الْآن بسوق الأروان وَيظْهر من الرَّوْضَة الْغناء لنعمان أَفَنْدِي القساطلي أَن الْمُتَأَخِّرين سموا هَذَا الْبَاب بِبَاب السَّرَايَا فانه قَالَ بَاب السَّرَايَا بَقِي كَمَا كَانَ قبلا إِلَى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَألف للتاريخ المسيحي عِنْدَمَا أصلحت الطرقات فِي أَيَّام شرواني باشا فهدم انْتهى

أَقُول وَهَذِه الْمدرسَة بَاقِيَة إِلَى الْآن مَشْهُورَة ومعروفة وَلَيْسَ بهَا من أثر قديم يسْتَحق الذّكر