Raja-Raja Tawaif dan Tinjauan dalam Sejarah Islam
ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام
Genre-genre
وأعمالها ضمن ولاياته، وقد أمضى عزيمته هذه، وأنفذ مشروعه دون أن يصادف عوائق كبيرة.
إلا أن العرب لم يكونوا ليذعنوا لسلطانه إلا على كره منهم لذلك، ولما كان قد كسب إلى جانبه أمثال الوزير أبي عبد الله الجذامي لم يحفل بالباقين، أما البربر فكانوا مقتنعين بضعف أمرائهم، وبأن الضرورة تقضي عليهم بأن ينضموا إلى إخوانهم من بربر غرناطة، ليتقووا بهم، ويستطيعوا أن يواجهوا الحزب العربي الذي يزداد كل يوم قوة وتوسعا في الجانب الغربي الجنوبي، لهذا كله ناصروا باديس وأيدوا خططه ومشروعاته ولم يعارضوها، وأصبح باديس بفضل عون البربر والتفافهم حوله ملكا على غرناطة ومالقة وما يتبعهما من أعمال،
7
وتمكن من نفي الحموديين والقضاء عليهم، وهم وإن كانوا قد لعبوا دورا آخر في إفريقية إلا أن دورهم الذي مثلوه في الأندلس كان قد انتهى.
الفصل الخامس
لكيلا نقطع تسلسل الحوادث في هذه العجالة اليسيرة عن تاريخ مالقة اضطررنا لأن نلم بالحوادث إلمامة يسيرة، ولما كنا سنلقي نظرة على التقدم الذي أحدثه الحزب العربي في غضون هذه المدة، فمن واجبنا أن نعود إلى بعض حوادث السنين الماضية.
لما توفي أبو القاسم محمد قاضي إشبيلية في أواخر يناير سنة 1042 خلفه ابنه عباد، وكان في السادسة والعشرين من عمره، ولقب حينئذ بالحاجب أي الوزير الأول لهشام الثاني، واشتهر بعد ذلك في التاريخ باسم المعتضد، ولو أن هذا الاسم لم يطلق عليه إلا بعد فترة من الزمن، فإنا سنطلقه عليه الآن تفاديا مما عساه أن يقع في اللبس عند تغييره.
إن هذا الزعيم الجديد للحزب العربي في الجنوب الغربي من الجزيرة، قد حقق بشخصيته القوية الفتية لهيئة من الهيئات الحزبية القوية ما لم تحققه الشيخوخة اللدنة الضعيفة، فقد كان في كل الشئون المنافس الجدير لخصمه باديس زعيم الشعبة البربرية المعارضة.
كان هذا الزعيم الجديد كمنافسه كثير الشكوك حقودا غادرا لئيما ظلوما جبارا قاسيا سفاكا للدماء، وكان مدمنا للخمر مثله، إلا أنه قد بزه في الخبث والدعارة، وكان ثائر الطبيعة جامح الشهوة، يواصل اللذات ولا ينقطع عن الشهوات، حتى إنه لم يجتمع في قصر ملك من الملوك ما اجتمع في قصره من الحظيات والسراري. يقال إنه دخل قصره - على التتابع - ثمان مئة من الشواب والصبايا الحسان.
وبالرغم من التوافق بين هذين الملكين في كثير من النزعات الشريرة والشهوية، فإن أخلاقهما وميولهما وعاداتهما لم تكن متوافقة في نواح كثيرة.
Halaman tidak diketahui