والذي ينبغي له أن يدعوهم إلى ترك ما به ضلوا ، فإن أجابوا اهتدوا وصاروا إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا . كما قال أبو حمزة المختار بن عوف (13) وقد خطب في أهل المدينة فقال : أيها الناس ، نحن من الناس والناس منا ، إلا عابد وثن ، وملكا جبارا ، وصاحب بدعة يدعو الناس إليها . وإن امتنعوا من ذلك دعوناهم إلى أن نجري عليهم حكم الله تعالى من دفع الحقوق والخضوع لواجب الأحكام ، فإن أذعنوا لذلك تركناهم على ما هم عليه ووجب لهم من الحقوق والأحكام ما يجب لنا وعلينا ، إلا ما كان من الاستغفار فلا حق لهم فيه ما داموا متمادين على ما هم عليه ووسعنا وإياهم العدل . ولهم حقوقهم من الفيء والغنم والصدقات على وجوهها ، ولهم علينا دفع الظلم عنهم كما يجب لسائر المسلمين ، والعدل في الأحكام والدفاع عنهم . وإن غزوا معنا فلهم سهامهم كما لنا ، ومن امتنع منهم مما وجب عليه من الحقوق أدبناه بما يقمعه ونرده إلى سواء السبيل ، وإن اعترفوا بطاعتنا وانفردوا ببلادهم وأجروا فيها أحكامهم تركناهم . وذلك ما لم يكن رد على آية محكمة أو سنة قائمة ، ونستقضي عليهم منهم من يقوم بواجب الحقوق عليهم ولهم ، ونقبل قوله في ذلك على أسلوب القضاة كلهم . ولا يمنعنا من ولاياتهم إلا ما هم عليه . ونأخذ منهم كل ما يجب من الحقوق ونردها في فقرائهم وذوي الحاجة منهم .
Halaman 85