مقدمة مختصر تاريخ الأباضية للطبعة الثانية إجابة لرغبة جمع غير قليل من الفضلاء ، لم أر مانعا من الإذن بطبع ( مختصر تاريخ الأباضية ) للمرة الثانية ، ذلك المختصر الذي يدعو إلى توحيد المذاهب الإسلامية وإلى دراسة تاريخ الإسلام دراسة وافية ، لكي يعرف الدارس ما هنالك من خلافات بين أهل القبلة فيعمل الدارسون المصلحون على إزالتها أو تهوينها . وهذا ما قصدته من وضع هذا المختصر الذي لاقى استحسانا وتأييدا صادقين من المفكرين المجردين عن الغرض والعوض داخل الوطن وخارجه . وهم العاملون على توحيد المذاهب وجمع كلمة المسلمين على ما فيه صلاحهم ونجاحهم ، ليقفوا سدا منيعا ودرعا قويا أمام غارات المبشرين ، وهجمات الساسة الغربيين ، الذين يسعون السعي الحثيث في اضعاف المسلمين ، والحيلولة بينهم وبين استعادة سالف مجدهم وغابر عزهم . ولكن الذي يوجب الأسى والأسف أن بعض الأفاضل بدل أن يحبذوه ويشجعوه ، ثاروا في وجهه وقابلوه بغير ما يجب ، رغم إهداء مؤلفه نسخا منه لكثيرين منهم مدفوعا بحسن الظن في انهم سيقدرون مجهوده ، ويفهمون قصده . ولكنهم خيبوا ظنه ، وأغروا بعض البسطاء على إقامة مظاهرة ضد مؤلفه 1939 م بدعوى أنه كفر الصحابة وأحدث فتنة .. والحقيقة أن ليس بالكتاب أي شيء من هذا القبيل يصح أن ينسب للمؤلف ، وإنما الذي ورد فيه هو رسالة من الإمام عبدالله ابن أباض أرسلها كنصيحة وموعظة إلى الخليفة عبد الملك بن مروان جاء فيها ذكر أشياء صدرت عن سيدنا عثمان لم ترض جمهورا كبيرا من الصحابة والتابعين . وقد ذكرت في كثير من كتب التاريخ ولم يتأثر منها ابن مروان مع أنه أقرب نسبا منا جميعا إلى عثمان ، وهو من أعلم فقهاء التابعين بأحكام الإسلام .. ولم ينقل إلينا أنه بطش بابن أباض على كثرة من بطش بهم مباشرة وبواسطة عماله كالحجاج وأمثاله .وقد استغرب المنصفون من قيام تلك المظاهرة .
Halaman 9