وأخيرا بلغنا أنه توجد جمهورية صغيرة ببلاد القوقاز أهلها أباضية ولا ندري عنهم وما كان لنا بهم من علم إلا منذ خمس سنوات أو أقل .
انتشار مذهب الأباضية وتاريخ ظهوره بالمغرب
لا يوجد في المستندات ما يدل دلالة واضحة على تاريخ انتشار هذا المذهب في الشمال الأفريقي بالضبط ، وإنما لنا أن نجزم بأنه في عهد مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية كان مذهب الأباضية بطرابلس قويا منتشرا ، ومما يدل على ذلك أن الحارث وعبد الجبار زعيمي الأباضية كان قد حدث بينهما وبين عامل طرابلس من قبل بني أمية خلاف أدى إلى نشوب الحرب بين الفريقين كانت الدائرة فيها على العامل فانتزعا منه طرابلس وملكاها حينا من الدهر وحكماها بعدل ، إلى أن وجدا قتيلين وسلاح كل منهما في الآخر ، والظاهر أن عبد الجبار هو الإمام والحارث وزيره أو قاضيه وهما أخوان لأم أو ابنا خالة وقبلتهما هوارة . وفي رواية لغير أصحابنا أن القاتل لأولهما هو عبد الرحمن بن حبيب عامل قيروان الأموي وذلك سنة 131 ه ( 718 م ) وقيل سنة 132ه ثم لم يلبث الأمر غير يسير من الزمن حتى عاد النفوذ إلى الأباضية بصورة أوسع وأقوى مما كان في زمنهما . وذلك باستيلاء أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح اليمني .
Halaman 33