229

Ringkasan Sifat Safwa

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genre-genre

Tasawuf

قال الوليد بن عقبة: فحدثني جار له قال: جعلت أسمعه يعاتب نفسه ويقول: اشتهيت البارحة تمرا فأطعمتك، واشتهيت الليلة تمرا? لا ذاق داود تمرا ما دام في الدنيا.

قالت مولاة لداود الطائي: يا داود لو طبخت لك دسما. قال: فافعلي. فطبخت له شحما ثم جاءته به. فقال لها: ما فعل أيتام بني فلان? قالت: على حالهم. قال: اذهبي به إليهم فقالت له: فديتك إنما تأكل هذا الخبز بالماء? قال: إني إذا أكلته كان في الحش وإذا أكله هؤلاء الأيتام كان عند الله مذخورا.

قال صدقة الزاهد: خرجنا مع داود الطائي في جنازة بالكوفة، فقعد داود ناحية وهي تدفن فجاء الناس فقعدوا قريبا منه فتكلم فقال: من خاف الوعيد قصر عليه البعيد ، ومن طال أمله ضعف عمله، وكل ما هو آت قريب، واعلم يا أخي أن كل ما يشغلك عن ربك فهو عليك مشؤوم، واعلم أن أهل القبور إنما يفرحون بما يقدمون ويندمون على ما يخلفون. وأهل الدنيا يقتتلون ويتنافسون فيما عليه أهل القبور يندمون.

محمد بن بشر العبدي قال: قال داود يوما لمولاة له في الدار: أشتهي لبنا فخذي رغيفا، فائتي به البقال فاشتري به لبنا ولا تعلمي البقال لمن هو? فذهبت، فجاءت به فأكل وفطن البقال بعد أنها تريد اللبن لداود، فطيبه له. فقال لها: علم البقال لمن تريدين اللبن? فقالت: نعم. قال: ارفعيه. فما عاد فيه.

قال: وجاءه فضيل يوما فلم يفتح له، فجلس فضيل خارج الباب وهو داخل فبكى داود من داخل وفضيل من خارج، ولم يفتح له. قلت لمحمد بن بشر: كيف لم يفتح له الباب? قال: قد كان يفتح لهم. وكثروا عليه فغموه فحجبهم كلهم، فمن جاءه كلمه من وراء الباب.

وقالت أمه لو اشتهيت شيئا اتخذته لك. فقال أجيدي يا أماه فإني أريد أن أدعو إخوانا لي. قال: فاتخذت وأجادت. قال: فقعد على الباب لا يمر سائل إلا أدخله. قال: فقدم إليهم فقالت له أمه: لو أكلت. قال: فمن أكله غيري.

Halaman 231