قَالَ: قلت لأعرابي: مَا حملكم على الْكَذِب؟ قَالَ: لَو ذقت حلاوته مَا نَسِيته ﴿
وَقَالَ الثَّوْريّ: فتْنَة الْكَذِب أَشد من فتْنَة الذَّهَب وَالْفِضَّة.
وَقَالَ ابْن مهْدي: لَو أَن رجلا هم أَن يكذب فِي الحَدِيث لأسقطه الله.
ذكر الْقَوْم الَّذين يميزون الرِّجَال وصفتهم
قَالَ خَالِد بن عَمْرو الْقرشِي: نَا اللَّيْث بن سعد، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن سَالم، عَن ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ َ -: " يحمل هَذَا الْعلم من كل خلف عدوله، ينفون عَنهُ تَحْرِيف الغالين، وانتحال المبطلين، وَتَأْويل الْجَاهِلين ".
وَقَالَ إِيَاس بن مُعَاوِيَة: إِن للْحَدِيث فُرْسَانًا كفرسان الْخَيل.
وَقَالَ الْوَلِيد بن يزِيد لِرَبِيعَة: لم تركت الرِّوَايَة؟ قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ﴾ تقادم الزَّمَان، وَقل أهل القناعة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين: أَنا أعتبر الحَدِيث.
وَقَالَ يحيى الْقطَّان: إِن هَذَا الْأَمر يكثر من غير وَجهه، وَيحمل عَن غير أَهله.
وَقَالَ ابْن معِين: كَانَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ يَلِيق بِهِ الْقَضَاء. قيل: والْحَدِيث؟ قَالَ: ﴿للحرب أَقوام لَهَا خلقُوا ... وللدواوين كتاب وحساب﴾
وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: إِذا ذهبت تغلب هَذَا الْأَمر يَغْلِبك، فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ ب " أَظن "، و" أرى ".
وَكَانَ بهز بن أَسد يَقُول - إِذا ذكر لَهُ الْإِسْنَاد الصَّحِيح -: هَذِه شَهَادَات [الرِّجَال] الْعُدُول المرضيين بَعضهم على بعض. وَإِذا ذكر لَهُ الْإِسْنَاد فِيهِ شَيْء، قَالَ: هَذَا فِيهِ عُهْدَة، لَو أَن لرجل على رجل عشرَة دَرَاهِم ثمَّ جَحده لم يسْتَطع أَخذهَا مِنْهُ إِلَّا بِشَاهِدين عَدْلَيْنِ، / فدين الله أَحَق أَن يُؤْخَذ من الْعُدُول، وَلَا تَأْخُذُوا عَمَّن لَا يَقُول حَدثنَا.
وَقيل لنافع مولى ابْن عمر: إِنَّهُم قد كتبُوا حَدِيثك. قَالَ: فليأتوني بِهِ حَتَّى أقيمه لَهُم.
1 / 95