97

Mukhtaṣar Minhāj al-Sunnah al-Nabawiyyah

مختصر منهاج السنة النبوية

Penerbit

دار الصديق للنشر والتوزيع، صنعاء - الجمهورية اليمنية

Nombor Edisi

الثانية، 1426 هـ - 2005 م

لأصحابه: أنتم أكثر صلاة وصياما من أصحاب محمد، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: لما يا أبا عبد الرحمن، قال: لأنهم كانوا، أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة، فهؤلاء هم الذين لاتأخذهم في الله لومة لائم .

بخلاف الرافضة، فإنهم أشد الناس خوفا من لوم اللائم، ومن عدوهم، وهم كما قال تعالى: {يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون} (1) . ولا يعيشون في أهل القبلة إلا من جنس اليهود في أهل الملل. ثم يقال: من هؤلاء الذين زهدوا في الدنيا، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ممن لم يبايع أبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنه - م، وبايع عليا، فإنه من المعلوم أن في زمن الثلاثة لم يكن أحد منحازا عن الثلاثة مظهرا لمخالفتهم

ومبايعة علي، بل كل الناس كانوا مبايعين لهم فغاية ما يقال إنهم كانوا يكتمون تقديم علي وليست هذه حال من لا تأخذه في الله لومة لائم.

وأما في حال ولاية علي فقد كان - رضي الله عنه - من أكثر الناس لوما لمن معه على قلة جهادهم، ونكولهم عن القتال، فأين هؤلاء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، من هؤلاء الشيعة، وإن كذبوا على أبي ذر من الصحابة وسلمان وعمار وغيرهم، فمن المتواتر أن هؤلاء كانوا من أعظم الناس تعظيما لأبي بكر وعمر، واتباعا لهما، وإنما ينقل عن بعضهم التعنت على عثمان، لا على أبي بكر وعمر، وسيأتي الكلام على ما جرى لعثمان - رضي الله عنه -.

ففي خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، لم يكن أحد يسمى من الشيعة، ولا تضاف الشيعة إلى أحد لا عثمان ولا علي ولا غيرهما، فلما قتل عثمان تفرق المسلمون، فمال قوم إلى عثمان، ومال قوم إلى علي واقتتلت الطائفتان، وقتل حينئذ شيعة عثمان شيعة علي، وفي صحيح مسلم عن سعد بن هشام أنه أراد أن يغزو في سبيل الله وقدم المدينة فأراد أن يبيع عقارا له فيها فيجعله في السلاح والكراع، ويجاهد الروم حتى يموت، فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل المدينة، فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نهاهم نبي الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وقال: ((أليس لكم بي أسوة؟)) ، فلما حدثوه بذلك راجع امرأته، وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها. فأتى ابن عباس وسأله عن وتر رسول الله صلى لله تعالى عليه وسلم. فقال ابن

Halaman 102