297

Ringkasan Jalan Para Penuntut

مختصر منهاج القاصدين

Editor

شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط

Penerbit

مكتبة دار البيان

Tahun Penerbitan

1398 AH

Lokasi Penerbit

دمشق

Genre-genre

Tasawuf
كتاب الرجاء والخوف
اعلم: أن الرجاء والخوف جناحان، بهما يطير المقربون إلى كل مقام محمود، ومطيتان بهما يقطع طريق الآخرة كل عقبة كؤود، ولابد من بيان حقيقتهما وفضيلتهما وسببهما، وما يتعلق بذلك، ونحن نذكرهما في شطرين:
الأول: في الرجاء. والثاني: في الخوف.
الشطر الأول: الرجاء
واعلم: أن الرجاء من جملة مقامات السالكين وأحوال الطالبين، وإنما يسمى الوصف مقامًا إذا ثبت وأقام، فإن كان عارضًا سريع الزوال سمى حالًا، كما أن الصفرة تنقسم إلى ثابتة، كصفرة الذهب، وإلى سريعة، كصفرة الوجل، وإلى ما بينهما كصفرة المرض، وكذلك صفات القلب تنقسم إلى هذه الأقسام، وإنما سمى غير الثابت حالًا، لأنه يحول عن القلب.
واعلم: أن كل ما يلاقيك من محبوب أو مكروه ينقسم إلى موجود في الحال وإلى موجود فيما مضى.
فالأول: يسمى وجدًا وذوقًا وإدراكًا.
والثانى: يسمى ذكرًا وإن كان قد خطر ببالك شئ في الاستقبال، وغلب على قلبك، سمى انتظارًا وتوقعًا، فإن كان المنتظر محبوبًا، سمى رجاء، وإن كان مكروهًا، سمى خوفًا.
فالرجاء: هو ارتياح لانتظار ما هو محبوب عنده، ولكن ذلك المتوقع لابد له من سبب حاصل، فإن لم يكن السبب معلوم الوجود ولا معلوم الانتفاء، سمى تمنيًا، لأنه انتظار من غير سبب، ولا يطلق اسم الرجاء والخوف إلا على ما يتردد فيه، فأما ما يقطع به فلا، إذ لا يقال: أرجو طلوع الشمس وأخاف غروبها، لأن ذلك مقطوع به عند طلوعها وغروبها، ولكن يقال: أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه.
وقد علم أرباب القلوب أن الدنيا مزرعة الآخرة، والقلب كالأرض، والإيمان كالبذر فيه، والطاعات جارية مجرى تنقية الأرض وتطهيرها، ومجرى حفر الأنهار ومساقى الماء إليها.
وإن القلب المستغرق بالدنيا، كالأرض السبخة التي لا ينمو فيها البذر.
ويوم القيامة هو يوم الحصاد، ولا يحصد أحد إلا ما زرع، ولا ينمو زرع إلا من بذر

1 / 297