وأما إزالة الفضلات فهي نوعان:
[النوع الأول]: أوساخ تزال، كالذي يجتمع فى الرأس من الوسخ والدرن، فيستحب تنظيفه بالغسل والترجيل (١) والتدهين لإزالة الشعث، وكذلك ما يجتمع فى الأذن من الوسخ يستحب إزالته.
ويستحب التسوك والمضمضة لإزالة ما على الاثنان واللسان من القلح (٢)،وكذلك وسخ البراجم (٣) والدرن الذى يجتمع على جميع البدن برشح العرق وغبار الطريق، وذلك يزيله الغسل.
ولا بأس بدخول الحمام، فانه أبلغ فى الإزالة، وقد دخله جماعة من أصحاب رسول الله ﵌، لكن على داخله صيانة عورته من نظر الغير إليها ولمسه إياها. وينبغى للداخل إليه أن يتذكر بحرارته حر النار، فان فكرة المؤمن لا تزال تجول فى كل شئ من أمور الدنيا فيذكر به أمور الآخرة، لأن الغالب على المؤمن أمر الآخرة، وكل إناء ينضح بما فيه. ألا ترى أنه لو دخل إلى دار -معمورة- بَزَّاز، ونجار، وبناء، وحائك، رأيت البزاز ينظر إلى الفرش يتأمل قيمتها، والحائك ينظر إلى نسج الثياب، والنجار ينظر إلى سقف الدار والبناء ينظر إلى الحائط، فكذلك المؤمن إذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر، وإن سمع صوتا هائلا تذكر نفخة الصور، وإن رأى نعيمًا تذكر نعيم الجنة، وإن رأى عذابًا ذكر النار.
ويكره دخول الحمام قريبًا من الغروب وبين العشاءين، فانه وقت انتشار الشياطين.
النوع الثاني من إزالة الفضلات: أجزاء تحذف، مثل قص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقص الأظافر. ويكره نتف الشيب، ويستحب خضابه.
وبأبقى مراتب الطهارة يأتى فى ربع المهلكات والمنجيات إن شاء الله تعالى.
١ - فصل [في فضائل الصلاة]
وأما الصلاة فإنها عماد الدين وغرة الطاعات. وقد ورد فى فضائل الصلاة أخبار
_________
(١) ترجيل الشعر، إرساله بمشط.
(٢) وسخ الأسنان.
(٣) عقد أصابع اليدين.
1 / 28