Summary of the Book of Al-Muhadhar
مختصر كتاب الأم
Penerbit
دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
بمكة؟ قال السائب بن يزيد حدثني العلاء بن الحضرمي أن رسول الله ﷺ قال يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثاً(١).
قال الشافعي: فبهذا قلنا إذا أزمع المسافر أن يقيم بموضع أربعة أيام ولياليهن ليس فيهن يوم كان فيه مسافراً فدخل في بعضه ولا يوم يخرج في بعضه أتم الصلاة واستدلالاً بقول رسول الله ﷺ يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثاً وإنما يقضي نسكه في اليوم الذي يدخل فيه. وأقام رسول الله ﷺ بمنى ثلاثاً يقصر وقدم في حجته فأقام ثلاثاً قبل مسيرة إلى عرفة يقصر ولم يحسب اليوم الذي قدم فيه مكة لأنه كان فيه سائراً ولا يوم التروية لأنه خارج فيه فلما لم يكن النبي ﷺ مقيماً في سفر قصر فيه الصلاة أكثر من ثلاث لم يجز أن يكون الرجل مقيماً يقصر الصلاة إلا مقام مسافر.
قال الشافعي: وإن كان مقامه لحرب أو خوف حرب فإن رسول الله ﷺ أقام عام الفتح لحرب هوازن سبع عشرة أو ثمان عشرة يقصر ولم يجز في المقام للخوف إلا واحد من قولين إما إن يكون ما جاوز مقام النبي ﷺ من هذا العدد أتم فيه المقيم الصلاة وإما أن يكون له القصر.
وإذا أقام الرجل ببلد أثناءه ليس ببلد مقامه لحرب أو خوف أو تأهب لحرب قصر ما بينه وبين ثمان عشرة ليلة فإذا جاوزها أتم الصلاة حتى يفارق البلد تاركاً للمقام به آخذاً في سفره وهكذا إن كان محارباً أو خائفاً مقيماً في موضع سفر قصر ثماني عشرة فإذا جاوزها أتم وإن كان غير خائف قصر أربعاً فإذا جاوزها أتم. وإن سافر رجل من مكة إلى المدينة وله فيما بين مكة والمدينة مال أو أموال أو ماشية أو مواشي فنزل بشيء من ماله كان له أن يقصر ما لم يجمع المقام في شيء منها أربعاً وكذلك إن كان له بشيء منها ذو قرابة أو أصهار أو زوجة ولم ينوِ المقام في شيء من هذه أربعاً قصر إن شاء قد قصر أصحاب رسول الله ﷺ معه عام الفتح وفي حجته وفي حجة أبي بكر ولعدد منهم بمكة دار أو أكثر وقرابات منهم أبو بكر له بمكة دار وقرابة وعمر له بمكة دور كثيرة وعثمان له بمكة دار وقرابة فلم أعلم منهم أحداً أمره رسول الله ﷺ بالإتمام ولا أتم ولا أتموا بعد رسول الله ﷺ من قدومهم مكة بل حفظ عمن حفظ عنه منهم القصر بها.
(١) رواه النسائي / كتاب تقصير الصلاة في السفر / باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة.
159