وبما أن النصين الأول والثاني من كتاب واحد يلزم الاختلاف والتناقض في كلام مصنف واحد هو عزرا، ثم الاختلاف والتناقض بين ما كتب عزرا في سفر الأخبار وبين سفر التكوين، وقد تحير علماء أهل الكتاب في هذا الاختلال والتناقض واضطروا فنسبوا الخطأ إلى عزرا فقالوا: إن أوراق النسب التي نقل عنها عزرا ناقصة، فلم يميز بين الأبناء وبين أبناء الأبناء.
[الاختلاف في عدد المقاتلين في إسرائيل ويهوذا]
٢ - الاختلاف في عدد المقاتلين في إسرائيل ويهوذا: ففي سفر صموئيل الثاني ٢٤ / ٩: (فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك فكان إسرائيل ثمانمائة ألف رجل ذي بأس مستل السيف ورجال يهوذا خمس مئة ألف رجل) .
وفي سفر أخبار الأيام الأول ٢١ / ٥: (فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود فكان كل إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل مستلي السيف ويهوذا أربع مائة وسبعين ألف رجل مستلي السيف) .
فعدد المقاتلين حسب النص الأول في إسرائيل (٠٠٠ر٨٠٠)، وفي يهوذا (٠٠٠ر٥٠٠)، وعلى حسب النص الثاني عددهم في إسرائيل (٠٠٠ر١٠٠ر١)، وفي يهوذا (٠٠٠ر٤٧٠) .
فبين النصين اختلاف كبير في عدد المقاتلين من إسرائيل بمقدار ثلاثمائة ألف (٠٠٠ر٣٠٠)، وفي عدد المقاتلين من يهوذا بمقدار ثلاثين ألفا (٠٠٠ر٣٠)، وقد اعترف آدم كلارك في تفسيره بأن تعيين النص الصحيح منهما عسير؛ لأن كتب التواريخ وقع فيها تحريفات كثيرة، وأن الاجتهاد في التطبيق عبث، والأحسن التسليم بالتحريف، لأن هذا الأمر لا قدرة على إنكاره، ولأن
1 / 40