259

Ringkasan Keajaiban Dunia

مختصر عجائب الدنيا

Genre-genre

Sastera
Geografi

باب والي خراسان ، فلما وصلنا / وقفنا بالباب ، ودخل وحده. فلم يلبث (1) أن خرج لي حاجب الأمير ، فأذن لي بالدخول ، فدخلت ، فإذا حصين جالس إلى جانبه. فسلمت على الوالي سلاما يليق به فرد سلامه ، ثم أقبل عليه حصين وقال : أصلح الله الأمير ، إن هذا علي بن سويد / سيد فتيان بن وائل ، وابن سيد كهولها ، وأكثر الناس مالا ، وأحسنهم حالا ، وقد تحمل بي على الأمير في حاجة له.

فقال الأمير : حاجة مقضية.

قال : إنه يسألك أن تمد يدك في ماله ، ومراكبه ، ودوابه ، وسلاحه ، ومواشيه. وأن تأخذ ما أحببت من كل ذلك قصدا لصداقتك. وأن يكون كأسوة من يكون مشمولا برعايتك.

فقال الأمير : والله لا فعلت ذلك ، بل نحن أولى بزيادة ماله ونعمه ، فلسنا محتاجون لما سألك فيه ، فقد (2) صار إكرامه واجب علينا.

فقال ساسان : قد أعفيناك أيها الأمير مما لست تقبله ، ونحن نقبل برك ، ونفتخر بمكارمك.

فقال الأمير : أسألك أن تسأله قبول برنا فإنا نحب أن نرى ذلك متصلا به.

فأقبل ساسان على أبي وقال : إن الأمير لم يزد ما سألته فيه من مالك ، ونعمتك نقصا بك ، ولكن محبة وقصد مودة ، وهو يسألك بفضلك قبول ما يهديه لك ، وأن لا ترد شيئا مما يأمر لك به.

قال : فسكت والدي ، فعند ذلك دعا له بمال جزيل ونعمة عظيمة وخيلا وعبيدا حتى ضاقت الدار بعطائه.

قال : فلما خرجنا من عنده ، قلت : لله درك أبا ساسان ، لقد أريتني من حيلتك عجبا.

قال : امض يا ابن أخي ، فإن عمك أعلم بالناس منك ، اعلم أن الناس أراهم علموا أن معك غرارة من مال محشو لك غرارة مثلها ، وإن علموا أنك فقير أبعدوك وأغلقوا أبوابهم دونك ودون فقرك ، فقد قال بعض ذوي العرفان شعرا :

لا تظهرن الفقر يوما واجتهد

أن تبده يوما وأنت فقير

فخرج من البصرة فقيرا ، وعاد بمال خيره موفور.

Halaman 268