Pilihan Cerita Pendek Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Genre-genre
هذه هي أفكار ميشيما في فترة المراهقة عن البطولة، حتى في مجال الشعر. وظلت تلك الفكرة مسيطرة على ميشيما طوال حياته (45 عاما) التي تعتبر قصيرة نوعا ما، مقارنة باليابانيين الذين يشتهرون بطول العمر، خاصة وأنه قد أنهاها بنفسه على طريقة الهاراكيري أو السيبوكو متمثلا فيها روح الساموراي العظماء الذي يطبقون المثل العربي الأصيل في الفروسية «بيدي لا بيد عمرو».
في حديث مع الأديب الياباني الصديق كيئتشيرو، هيرانو وهو من أبرز الأدباء المعاصرين الذين تأثروا بشدة بأدب ميشيما، ويعتبر أحد أهم أدباء اليابان حاليا، قال لي: «إن حصول الأديب ياسوناري كاواباتا على جائزة نوبل للآداب في عام 1968م كان أحد الأسباب التي عجلت بإقدام ميشيما على الانتحار.»
فميشيما ظل مرشحا لنيل الجائزة لعدة أعوام، وكل عام كان ينتظر بفارغ الصبر إعلان الفائز بالجائزة، ويعد نفسه لعقد مؤتمر صحافي يتحدث فيه عن مشاعره بعد فوزه بتلك الجائزة العظيمة، ولكن بعد فوز كاواباتا بها، يئس ميشيما من الحصول على تلك الجائزة التي تعتبر قمة المجد في الأدب العالمي، لمعرفته باستحالة حصول أديب ياباني آخر على ذات الجائزة إلا بعد مرور سنوات وربما عقود طويلة. وهو ما حدث بالفعل، فلم يحصل أديب ياباني على جائزة نوبل إلا بعد مرور حوالي ثلاثة عقود، وهو كينزابورو أويه في عام 1994م. ربما يظن البعض أن ربط انتحار ميشيما بعدم حصوله على جائزة نوبل يعني أن الانتحار كان بسبب الإحباط أو اليأس من التحول إلى أديب عالمي شهير. ولكن الأمر في رأيي على العكس، فكما ذكرت قول هيرانو منذ قليل. إن حصول كاواباتا بجائزة نوبل «عجل» فقط بانتحار ميشيما، ولم يكن سببا من أسباب الانتحار نفسه، ففكرة الانتحار كانت هي الفكرة الأساسية والمحورية التي دار في فلكها ميشيما طوال حياته كلها، وفي حديث ميشيما المتلفز الذي سبقت الإشارة له، يتحدث ميشيما عن عدم تخيل حياته، وقد بلغ من الكبر عتيا، وقد أصبح عبئا على نفسه وعلى الآخرين. ربما كان ميشيما يرسم سيناريو مخالفا لنهايته يتمثل في الحصول على جائزة نوبل للآداب والتألق في سماء الأدب العالمي؛ ليصبح اسمه على كل لسان في العالم أجمع، كقيمة فكرية وأدبية عظيمة ملأت الآفاق متعة. ثم في ذات لحظة التألق وفي ذروة الشهرة ولفت الأنظار يقوم بإنهاء حياته بنفسه، كزهرة ساكورا أنهت مهمتها في إمتاع الأبصار، وكقذيفة هانابي أضاءت سماء الكون لثوان لتنطفئ بعدها على الفور.
حادث انتحار ميشيما
في 25 نوفمبر من عام 1970م توجه ميشيما مع أربعة من أعضاء جماعته «جماعة الدرع» بزيهم العسكري إلى مقر قوات الدفاع الذاتي اليابانية في إيتشيغايا بوسط طوكيو بعد أن أخذوا موعدا مع القائد العام للقوات. وأثناء لقائهم مع القائد العام قام ميشيما ورفاقه بأخذه كرهينة، وطالبوا بجمع كل أفراد قوات الدفاع الذاتي الموجودين في المقر؛ ليلقي عليهم ميشيما خطابه الذي أعده لهم؛ لكي يحثهم على الثورة والانقلاب ضد الوضع السائد وتغيير الدستور؛ لكي يتم إعادة كل السلطات للإمبراطور؛ ولكي تعود قوات الدفاع إلى ما كانت عليه من جيش قوي يحمي البلاد. ولكن لم يستطع ميشيما خلال عشرين دقيقة تقريبا من حديثه لهم من فوق شرفة غرفة القائد العام إقناع الجنود بأي شيء وسط تذمرهم وشوشرتهم على حديثه وعدم سماعهم لما يقوله؛ بسبب عدم استخدامه مكبرا للصوت، ووجود طائرات هيلوكوبتر تابعة لوسائل الإعلام تحوم فوق المكان. يئس ميشيما من الجنود فعاد إلى غرفة القائد العام، لينهي حياته بنفسه بطريقة الهاراكيري المقدسة ببقر بطنه بخنجر صغير، ثم أطاح مساعده المخلص رأس ميشيما من على جسده في ذات اللحظة.
Halaman tidak diketahui