Pilihan Dari Cerita Pendek
مختارات من القصص القصيرة
Genre-genre
لكن ما من رجل مهذب يسمح أبدا بوضع كالذي بين الكولونيل وزوجته. فالرجل المهذب ما كان ليقضي جل وقته في التشاحن مع زوجته، وقطعا ما كان ليفعل ذلك على مرأى من الناس. فمهما كانت زوجته مصدر إزعاج له، كان سيكون قادرا على التحكم في نفسه.
نهضت السيدة ديفاين من مكانها وتقدمت ببطء عبر الغرفة نحوهم. تملك الخوف من الكولونيل. قال في نفسه إنها سوف تتوجه إليه بملحوظة ما مستفزة؛ إذ قرأ ذلك في عينيها، والتي كانت ستثير سخطه إلى حد يدفعه إلى رد فظ قاس.
حتى هذا الغريب الأحمق كان سيفهم لم لقبهما ظريف النزل ب «الزوجين المحبين بعضهما لبعض إلى الأبد»، وسوف يستوعب أن الكولونيل الشهم كان يتسلى بالسخرية من زوجته في حديث مع غريب جلس بجواره على مائدة العشاء.
هرع الكولونيل كي يبدأ الحديث، فصاح مخاطبا زوجته: «عزيزتي، ألا تشعرين بالبرد في هذه الغرفة؟ هلا أحضرت لك شالا!»
شعر الكولونيل بعبثية محاولته. فطالما جرت العادة بينه وبين زوجته على إلباس أقسى ما يتبادلانه من إهانات قناع التهذيب. تقدمت الزوجة نحوه بينما تفكر في رد مناسب؛ مناسب حسب وجهة نظرها بالطبع. قال في نفسه : ستنكشف الحقيقة في أي لحظة الآن. عندئذ خطر بباله احتمالية جامحة رائعة: إذا كان للغريب هذا التأثير عليه، فلماذا لا يكون له نفس التأثير عليها؟
صاح الكولونيل بنبرة صوت فاجأت زوجته ودفعتها للصمت: «ليتيشا، فلتلقي نظرة متمعنة على وجه صديقنا هنا. ألا يذكرك بأي أحد؟»
ألقت السيدة ديفاين نظرة طويلة متمعنة على وجه الغريب كما حثها زوجها. ثم غمغمت وقد تحولت إلى زوجها: «نعم، إنه يذكرني بأحد، لكن من هو؟»
رد الكولونيل: «لا أستطيع التذكر تحديدا؛ ظننت أنك قد تتذكرين.»
أردفت السيدة ديفاين متأملة: «سأتذكر مع الوقت. إنه وجه شخص عرفته منذ سنوات بعيدة، في سنوات صباي بمقاطعة ديفونشاير. سأكون شاكرة إن أحضرت لي شالي يا هاري. لقد تركته في غرفة الطعام.»
كانت حماقة الغريب البالغة هي سبب كل المتاعب، هكذا شرح السيد أوجستس لونجكورد لشريكه إزيدور. وأضاف: «أنا على أتم استعداد لعرض براعتي في المعاملات التجارية على رجال لهم دراية بالأمور، أو يظنون أنهم كذلك. لكن هذا الطفل الذي لا حول له ولا قوة عندما يرفض حتى أن يطلع على تقاريري وحساباتي، زاعما أن كلمة شرف مني تكفيه، ثم يعطيني دفتر شيكاته كي أضع الرقم الذي يناسبني، حسنا، أؤكد لك أنه لا يحيك مكيدة ما، بل هو معتوه تماما.»
Halaman tidak diketahui