Muhtar al-Ahbar
مختار الأخبار
Genre-genre
ولما وصل إلى دمشق عزل الأمير عز الدين الحموي من نيابة السلطنة ، وولي اغرلو مملوكه . وقدم له الأمير عز الدين المشار إليه من الخيل السومة ، والجرد المطهمة ، والأقمشة المعلمة شيئا كثيرا جدا ، فلم يؤثر ذلك عنده ، وأخذ منه ومن ألزامه شيئا كثيرا . وقدمت له الأمراء تقادم كثيرة من خيل وقماش ، فلم يعمل معهم ما جرت به العادة من حسن الجزاء والمكافأة بالخلع والعطاء كما تفعل الملوك أول قدومهم إلى دمشق وغيرها . فتضاعفت موجدتهم ، وتكاملت بغضتهم ، فاتفقوا جميعا عليه . ولما عاد من دمشق ، ووصل إلى بذعرش ، وهو ماء العوجاء ، اتفق الأمراء المتواطئون عليه ، أنهم يركبون ويقصدون الدهليز ، فإن نالوا قصدا ، وإلا يتوجهون إلى الشام قبل أن يتمكن منهم الفساد ، [ ويجتمع ] عليهم الأعداء والأضداد . فركبوا صحبة الأمير حسام الدين لاجين المنصوري ، لأن مماليك السلطان المشار إليهما كانا قد حسنا للسلطان إمساك الأمير حسام الدين المذكور ، والأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، ولم يوافقهما السلطان ، وأستصحب المشار إليه شخصا من أكابر المماليك السلطانية الذين كانوا بدار الوزارة يسمى كرجي ، كان قد ألف له قلوب خوشداشيته ، وتوجهوا إلى جهة الدهليز ، وسبق كرج إلى خيمة بكتوت الأزرق في جماعة عن المماليك ، فأدركوه داخل خيمته ، فهجموا عليه وقتلوه . وأحس السلطان بهذه الواقعة وهو داخل الدهليز ، فاستصرخ بالذين في الاسطبل ليشدوا الخيل ، فشدت وركب ، وحضر بتخاص فقتل ، وفر السلطان هاربا إلى دمشق ، وأوي إلى ولو النائب بدمشق مملوكه . ثم توجها معا إلى صرخد . واتفق الأمراء على سلطنة لاجين المنصوري ، وأخذوا عليه العهود ، قرر معهم أنه يكون كأحدهم ولا يحكم عليهم أحدا ، ولا يستأثر بنفسه عنهم . فقال له سيف الدين قفجاق : تخاف أن تقول هذا القول اليوم ، وفي غد تغيره ، وحكم علينا مماليكك ، ويجرى لنا معهم ما جرى لنا من مماليك كتبغا ! فالتزم أنه لا يفعل ذلك جملة كافية ، وتحالفوا .
Halaman 103