Imaginasi Khandaris
مخيلة الخندريس: ومن الذي يخاف عثمان بشري؟
Genre-genre
أمي ووليد مسئولان عن التحقيق مع وزارة الرعاية الإنسانية، وأن يتبعا في ذلك ما يستطيعان من الحيل والمكر البشري، عليهما أن يعرفا ما هو الرأي الحقيقي لوزارة الرعاية الإنسانية في هذا الشأن، وما هي الإجراءات التي اتخذتها . ويا حبذا لو تطرقا إلى سياساتها تجاه المتشردين. الدكتورة مريم وباقي عليهما متابعة التشريح الجنائي الذي حدث للجثث، وأن يحاولا من ذلك تحديد وقت تناول الميثانول. أما الباشا الذي لم يحضر الاجتماع لصعوبة الوصول إليه، فكان عليه القيام بتحقيق صحفي شامل مع إدارة شرطة أم درمان محلية البقعة، أمين عام الرعاية الإنسانية، المدير الطبي لمستشفى أم درمان التعليمي، الأحياء من الأطفال والمتشردين الذين نجوا من الموت، وبعض منظمات المجتمع المدني. قلت لأمي، على خلفية نقاش طويل عن الحب والحياة، مصائر البشر، عن الموت والجمال، أيضا عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وقد مررت إليها عدة تلميحات عن علاقتها بالجندي، وبدا لي أنها تعاملت مع تلميحاتي بتسامح لم أعتده منها، مما شجعني على خطوة أكبر: أنا أدعوك الليلة للعشاء في سوق نمرة اتنين ومعانا الأستاذ!
سألت مندهشة: منو الأستاذ؟!
قلت لها وأنا أنظر بزاويتي عيني في أم وجهها: الأستاذ الروائي.
لم أعرف أن أمي بهذا القدر من الخجل، إلا عندما عضتني في كفي، وقرصتني بشدة في خدي مثل طفلة شقية تلعب لدميتها لعبة خشنة، وكنت أحس بها تريد أن تحتضنني وتبكي، لكن أمي لا تبكي، على الأقل لم أعتد أن أرى دموعها، لكنها حولت طاقة البكاء إلى ضحكات مجلجلات. أنا التي بكيت، بكيت بقدر ما ضحكت هي.
أمي ارتدت بنطالها الجميل الأزرق، ارتديت بنطالي الجميل الأزرق. أمي تحب قمصان القطن البيضاء الخفيفة غالية الثمن. لبست بلوزة قصيرة بيضاء. لأن أمي قصيرة بعض الشيء؛ فإنها تختار حذاءها ذا الكعب العالي الذي لديها منه الكثير المثير. الحذاء الرياضي
sport
هو الأنسب لي، يظهرني عملية، أكثر شبابا، أخف وزنا، ويريحني في سير المشاوير الطويلة. أمي تحب المشي أيضا. بقيت كثيرا أمام المرآة ... أخفت بعضا من توقيعات محن الأيام بوجهها. تستطيع أمي أن تجعل عينيها أكثر اتساعا بل ضعف حجمهما الحقيقي عندما تحيطهما بقدر زائد من الكحل في زوايا تحددها بدقة. أنا تعلمت منها فن وضع الكحل ولو أن مقلتي خلقتا جميلتين، تماما مثل عينيها. ساعدتني في تصفيف شعري، كما تفعل منذ أن نبت لي شعر في رأسي، فهي لا تثق في إمكاناتي في تصفيف شعري، دائما ما تتهمني بالعجلة والإهمال، وأنني أتعامل مع شعري كما أتعامل مع حذائي، ودائما ما تلومني على التدهور الذي أصابه نتيجة لذلك. لكن الأغرب في الموضوع أنها لا تؤمن بغير طريقة واحدة لتصفيفه، طريقة جعلتني أبدو في هيئة واحدة
LOOK
منذ ميلادي إلى اليوم: خصلتان كبيرتان طويلتان تنحدران إلى نهاية العنق. تقول أمي: إنهما في الماضي كانتا تصلان إلى منتصف ظهري، لولا أنني تمردت عليها مرتين وذهبت للكوافير مع صديقاتي: يوم تخرجي من الجامعة، ويوم ميلادي العشرين.
عطرتني ... أبدت ملحوظة غامضة حول شفتي، قالت: إنني يجب أن أتزوج بأسرع ما يمكن، إنها تريد أن ترى أحفادها قبل أن تموت. ذكر الموت هنا وهي في كامل زينتها، سابحة في عطر برادا
Halaman tidak diketahui