قوله ﵇ "مات حتف انفه" اخبرنا محمد بن الحسن (١) قال اخبرنا عبد الاول بن مؤيد (٢) احد بنى انف الناقة من بنى سعد في اسناد ذكره قال علي رضوان الله عليه ما سمعت كلمة عربية الا وقد سمعتها من رسول الله ﵌ سمعته يقول "مات حتف انفه" وما سمعتها من عربى قبله ﵌، قال ابو بكر: ومعنى حتف انفه: ان روحه تخرج من انفه بتتابع نفسه لان الميت على فراشه من غير قتل يتنفس حتى يقضى (٣) رمقه فخص الانف بذلك لانه من جهته ينقضى رمقه.
قوله ﵌ حمى الوطيس قاله ﵌ يوم حنين لما جال المسلمون ثم تابوا فلما اختلط الضراب قاله ﵇ وهو منتصب مشرف ركابيه على بغلته الشهباء، والوطيس: حفيرة تحفر في الارض شبيهة بالتنور يختبز فيها، والجمع وطس، فاذا كانت حفيرة اعظم من الوطيس يشتوى فيها اللحم فهى ارة؛ والجمع إرين، وللارة موضع غير هذا.
وقوله ﵌: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" اراد ﵌ ان حظ العاهر حجر، اى لا شىء له في الولد.
ولهذا الكلام معنيان اما ان يكون اراد ان حظه الغلظة والخشونة من اقامة الحد رجما او ضربا واما ان يكون اراد بالحجر ما لا ينتفع به ولا محصول له يريد به الخيبة.
وقوله ﵌: "لا يلسع المؤمن من جحر مرتين" قاله ﵌ لابي عزو الشاعر وكان اسر يوم بدر فسال النبى ﵌ ان يمن عليه وذكر عيالا وفقرا فمن عليه فاخذ عليه عهدا ان لا يحضض عليه ولا يهجو ففعل ثم رجع الى مكة فاستهواه صفوان ابن امية وضمن له القيام بعياله فخرج مع قريش وحضض على النبى صلى الله
_________
(١) هو أبو بكر ابن دريد. ش
(٢) كذا في المطبوع، والصواب (مُرَيْد)، بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، كذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال ٧: ١٨١. ش
(٣) كذا في المطبوع، وفي المزهر ١: ٢٤١ عن ابن دريد: "ينقضي". ش
1 / 3