378

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Wilayah-wilayah
Tunisia

وأما ما ذكر عن قوم من الإباضية في الحجة أنهم قالوا: إن الحجة لا تقوم على الناس فيما يسعهم جهله من دين الله، إلا بأن يجتمع عليها جميع العلماء، فلست أدري ما يذكر عنهم من هذا، بعد إذ سألت فيه من أخذت عنه من علمائنا، وشافهت بعض علمائهم، فما أوقفوني على محصول ذلك، ولم أقف عليه فيما درست، مع شدة الحرص مني فيه، وكثرة البحث، فإن كان القوم يذهبون إلى أنه لا يكون حجة إلا ما يجتمع عليه العلماء دون ما يختلفون فيه فهذا وجه، أو يكونوا يذهبون إلى أن الحجة لا تقوم على أحد من الناس فيما يسعهم جهله من دين الله، إلا بمحضر جميع العلماء، فإن كان القوم إلى هذا يذهبون، وإياه يريدون فما أراهم جعلوا للحجة وجها تقوم به، كأنهم أرادوا ألا يوجبوا على الناس حجة في جميع ما يسعهم جهله أبدا، فيكون هذا القول منهم شبيها بالذي يذكر عنهم من توسعة الجهل بجميع الفرائض التي هي دون التوحيد على من فرضت عليه، وإن الذي يجب على الناس من ذلك أن يفعلوا دون أن يعلموا، والله أعلم بما يذكر عنهم من هذا، فلست أكون كرامي سهم في ليلة ظلماء ولا يرى غرضا.

باب القول في إن الملل (¬1) المخالفة لملة الإسلام مشركون

¬__________

(¬1) الملة كالدين، وهو اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء ليتوصلوا به إلى جوار الله. والفرق بينهما وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه، قال تعالى: (اتبعوا ملة إبراهيم)، وقال: (واتبعت ملة آبائي). ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي _صلى الله عليه وسلم_، ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله، ولا يقال: ملتي وملة زيد كما يقال: دين الله ودين زيد. راجع المفردات في غريب القرآن ص 471، 472.

Halaman 182