Mujaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Genre-genre
والسيئات عام والمعاصي عام، فاستثنى في الاسم العام، فعلمنا أن ليس كل معصية ضلالا؛ لأن المعصية اسم عام، ولأن بعضها من بعض، فقلنا صغير باستثنائه في الاسم العام من السيئات. فإن قالوا: لم كفرتم الجبابرة ولم تشركوهم؟ قيل لهم: ليس كل كفر شركا، كما أن كل شرك كفر، فكل فعل أوعد الله عليه العقاب، وأضاف فاعله إلى النار علمنا أنه كفر، والشرك إنما هو مقصور على المساواة بالله غيره، كما أن التوحيد إفراد لله من غيره. فلما أن وجدنا من ذكرتم ليسوا بمساوين لله بغيره في شيء من أفعالهم، وإنما أتوا ما أتوا من ذلك شهوة ولذة دائنين بتحريمه، غير مستحلين له، علمنا أنهم كافرون غير مشركين. فإن قالوا: فكيف حتى قلتم بتحليل دمائهم، ولم تقولوا بتحليل أموالهم، وسبي (¬1) ذراريهم؟ قيل لهم: ليس كل من حل دمه فقد حل ماله، وجاز سبيه. ألا ترون أن القاتل للنفس التي حرم الله قد يقتل، ولا يحل ماله، ولا سبيه. وقد يرجم الزاني المحصن (¬2) ولا يحل سبيه ولا ماله. والقاطع طريق المسلمين، والدال على عوراتهم، فليس أحد من هؤلاء يحل ماله ولا سبيه، وقال الله عز وجل: (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) (¬3) ،
¬__________
(¬1) يقال: سبته الغانية أسرته، والسبي: المأسور، وصف بالمصدر، يقال: قوم سبي والنساء؛ لأنهن يسبين القلوب، والسبي: المأسور والمأسورة، وهي سبية أيضا، والسبية: الدرة يخرجها الغواص من البحر.
(¬2) حصن المكان حصانة: منع فهو حصين، والمرأة حصنا وحصانة عفت وتزوجت فهي حصان، وأحصن الرجل: تزوج وعف فهو محصن وهي محصنة، وفي التنزيل قال تعالى: (والمحصنات من النساء).
(¬3) سورة الحجرات آية رقم 9..
Halaman 131