320

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genre-genre

وهذا بحمد الله بين لمن أراد الله توفيقه وهداه، فإن قالوا: وقول الله عز وجل لبني إسرائيل: (وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) (¬1) قيل لهم: قد قال أهل التفسير بأن الله أمر بني إسرائيل بأن يقولوا حطة، أي أحطط عنا ذنوبنا (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) (¬2) فقالوا: حنطة، وليس هذا من الذي يذهب إليه أهل الإرجاء في شيء: أن من قال لا إله إلا الله غفرت له جميع ذنوبه، وهو مقيم عليها، مصر على فعلها، ولم يكن بنو إسرائيل قوما مشركين بالله حتى يكون الله عز وجل يأمرهم بأن يقولوا لا إله إلا الله ليغفر بها خطاياهم، بل هم كانوا مع موسى عليه السلام على دينه من لا إله إلا الله، مقرين بموسى (¬3) وهارون أنهما رسولا رب العالمين.

باب القول في حجة الله على الخلق كيف قامت وبم قامت، والرد على من قال بغير الحق في ذلك.

¬__________

(¬1) سورة البقرة آية رقم 58، وتكملة الآية: (وسنزيد المحسنين(، وقد جاءت محرفة في المطبوعة، حيث قال: يغفر بدلا من (نغفر).

(¬2) سورة البقرة آية رقم 59، وتكملة الآية (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون(، وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة بزيادة لفظ ظلموا (منهم).

(¬3) موسى: اسم معرب، أصله موشا، ومو بالعبرية الماء، وشا الشجر سمى به لأنه وجد في الماء والشجر الذي كان حول قصر فرعون في عين الشمس وهو موضع بمصر لا ينبت شجر البلسان إلا فيه، سئل النبي _صلى الله عليه وسلم_ ما بال الله أكثر ذكر موسى في القرآن الكريم؟ فقال: لأن الله يحبه ومن أحب شيئا أكثر ذكره. راجع بصائر ذوي التمييز 6: 61 وما بعدها.

Halaman 124