Mujaz
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
Genre-genre
ولا يكونون يحقنون دماءهم وأموالهم إلا بأن يؤمنوا بالله ورسوله. فدل على أن قولهم: لا إله إلا الله إيمان، فإن قالوا: ليس الإقرار بذلك إيمانا وإنما الإيمان هو المعرفة بالقلب دون الإقرار، والإقرار دلالة على ما في القلب من الإيمان، قيل لهم: وما في الإقرار باللسان مما يدل على ما في القلب؟ أو ليس قد يقر المقر بلسانه على أمر، وفي قلبه خلاف ذلك الذي هو مقر به، ومن أعلم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ والأئمة من بعده بأن في قلوب المقرين بلا إله إلا الله من المعرفة بما تقر به ألسنتهم من ذلك، ولو أن ذلك الإقرار لم يكن من نفس الإيمان لما حقنوا به دماءهم وأموالهم، وهذا كله مما يوجب أن يكون الإقرار من الإيمان، مع ما اجتمع عليه أهل التفسير في معنى قول الله: (يا أيها الذين آمنوا) (¬1) أينما هو في كتاب الله عز وجل أي أقروا، ولا نعلم لهم في ذلك اختلافا. فدل ذلك من إجماعهم على أن الإقرار من الإيمان.
¬__________
(¬1) سورة آل عمران آية: 102، 118، 130، 149، 156، 200، وسورة النساء آية: 19، 29، 43، 59، 71، وسورة المائدة آية: 1، 2، 6، 8، 11، 35، 51، 54، وغير ذلك كثير في كتاب الله تعالى.
Halaman 100