290

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genre-genre

قالت المرجئة: إن الإيمان هو ما تعبد الله به عباده، ودعاهم إليه من توحيد بصفاته، ونفي الأشباه والأنداد عنه في جميع ما لا يليق به من صفات خلقه، فكل من وحد الله بصفته، ونفى عنه صفة خلقه سمي مؤمنا مستكمل الإيمان، وما عدا ذلك من جميع ما أمر الله به عباده، وتعبدهم به: من فعل جميع ما افترض عليهم من الفرائض، وترك جميع ما نهاهم عنه من المعاصي فليس ذلك بإيمان ولا هو لله بدين ولا إسلام، ثم افترقوا فيما بينهم على طوائف ثلاث: فقالت طائفة منهم: إن الإيمان من ذلك هو المعرفة لله بالقلب، والاعتقاد بالضمير (¬1) دون الإقرار بذلك باللسان. وقالت الثانية: بل الإيمان هو الإقرار بتوحيد الله، ونفي الأشباه عنه باللسان دون المعرفة بالقلب، والضمير في النفس (¬2) . وقالت الطائفة الثالثة: بل لا يكون كل واحد منهما إيمانا دون الآخر، فمتى اجتمع من ذلك إقرار باللسان، وضمير بالقلب سمي جميعه إيمانا (¬3) ، وسمي فاعله مؤمنا، وإذا كان أحدهم دون الآخر بطلت التسمية له بأن يكون إيمانا، وبطل أن يسمى فاعل بعض ذلك دون بعض مؤمنا، وشبهوا ذلك فيما زعموا بالأبلق الذي لا يسمى بأحد اللونين أبلق، وإذا اجتمع عليه كلا اللونين سمي أبلق.

¬__________

(¬1) هم الغسانية: أصحاب (غسان الكوفي)، وزعم أن أبا حنيفة يقول بقوله، وهذا غلط منه؛ لأن أبا حنيفة قال: إن الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله تعالى وبرسوله وبما جاء من الله تعالى، ورسله في الجملة دون تفصيل. راجع في شأن هذه الفرقة: التبصير، ص 60، والملل والنحل 1: 141، والفرق بين الفرق 203.

(¬2) هم اليونسية: أصحاب يونس بن عون السمري. راجع في شأن هذه الفرقة: التبصير 60، والملل 1/ 140، والمقالات 1: 198.

(¬3) هو التومنية: أصحاب أبي معاذ التو مني. راجع مقالات الإسلاميين 1: 204 326، والملل 1: 144، والتومني: بضم التاء وفتح الميم. (انظر معجم البلدان 2: 432).

Halaman 94