275

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genre-genre

فإن قال قائل: فهل تصفونه لم يزل بأنه مريد؟ قلنا: نعم، فإن قالوا: ومعنى مريد عندكم نفي الكره، وليس الأزل بموضع فعل فينفي فيه الكره، قلنا: إن الكره لا يتقدم الوقت الذي يكون فيه الفعل، كما لا يتقدم الجهل الوقت الذي يكون فيه المعنى المعلوم، فنفى أن يكون في الأزل مالا يكون، وكذلك ينفي في الأزل أن يكون مع الله خالق يستكرهه، أو يحدث له مانعا يكون من أجله مستكرها على ما يكون من فعله. وهذا الذي ذكرنا من النفي ومثله نفي عن الذات أن تكون موصوفة بهذه المعاني التي نفيناها من الجهل والضعف والاستكراه فقط، لا على أن هنالك أشياء موجودة تنفي الله عز وجل، فإن قال: فإذا كان لم يزل مريدا لأن تكون الأشياء، فلم لا كانت الأشياء لم تزل؟ قيل له: ليست العلة في أن كانت الأشياء هي أن كان الله مريدا، ولو كانت لأنه كان مريدا، ما كانت الأشياء مختلفة، إذ الإرادة غير موصوفة بالاختلاف، ولكن العلة في أن كان كل شيء من الأشياء كلها علة أخرى من الأشياء، فالأشياء بعضها علة لبعض، وغير جائز أن يقال: إن لها علة في أن كان جميعها.

Halaman 77