والدلالة عليه بصفته ونعته في غير موضع؛ وذلك أن في السفر الخامس منها، فيما قاله الله لموسى في بني إسرائيل: إنس سأقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك، وأجعل كلاما في فمه، فيقول لهم كما أوصيه به، وهذه صفة النبي _صلى الله عليه وسلم_؛ لأنه من إخوة بني إسرائيل لا من أنفسهم، ولأنه مثل موسى في الأنبياء، إذ كان صاحب شريعة وسنة وسلطان، ولأن تأويل قوله: أجعل كلاما في فمه أنه لا يكتب بيده وإنما يؤدي ما أوحي إليه بلسانه ويحفظه في قلبه (¬1) ، وليس في زعم من زعم من اليهود أن البشارة إنما هي ليوشع بن نون بشيء (¬2) ؛ لأنه قال من إخوتهم، ولم يقل من أنفسهم، ويوشع من (¬3) بني إسرائيل، والبشارة (¬4)
¬__________
(¬1) قال تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} (سورة القيامة: 16 إلى 18). وقال: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} (سورة الجمعة: 2).
(¬2) سبق الترجمة له في كلمة وافية.
(¬3) في (ب) بزيادة لفظ (رسول).
(¬4) البشارة: اسم لخير يغير بشارة الوجه مطلقا سارا كان أو محزنا، إلا أنه غلب استعمالها في الأول، وصار اللفظ حقيقة له بحكم العرف حتى لا يفهم منه غيره.
وقال بعضهم: البشارة المطلقة في الخير، ولا تكون في الشر إلا بالتقييد.
Halaman 101