كنيسة ممرا: في جانب بلوطة ممرا حيث ظهر الله لإبراهيم، ووعده بتكثير نسله بناها قسطنطين أيضا ... ذكر كل هذه الكنائس أوسابيوس في ترجمة قسطنطين.
ولما أمر الملك تاودوسيوس بدك معابد الأصنام بسورية تحولت معابد كثيرة إلى كنائس.
الفصل التاسع
في تاريخ سورية الدنيوي في القرن الخامس
(1) في ما كان بسورية في أيام أركاديوس وابنه تاودوسيوس الثاني
قل ما عثرنا في الكتب التي لدينا على أخبار أحداث هامة في القرن الخامس، فأركاديوس خلف أباه تاودوسيوس الأول سنة 395، وتوفي سنة 408، وخلفه ابنه تاودوسيوس الثاني وسن عدة شرائع مؤيدة للدين والآداب، ويظن أنه في أيامه كان حرب المنذر بن ماء السماء مع آل غسان ملوك الشام، فماء السماء ويسميها الإفرنج ماوية هي بنت عوف من ملوك الحيرة ... لقبت ماء السماء لجمالها ، حملت على مدن فونيقي وفلسطين، ونكلت بأهلها، واتصلت إلى تخوم مصر في نحو أواخر القرن الرابع وطلب الرومانيون هدنة منها، فأنكرتها عليهم إلا أن يعنوا بإقامة ناسك اسمه موسى أسقفا على أمتها؛ لأنها كانت نصرانية فعنوا بذلك ورقي موسى إلى الأسقفية، ومضى إلى الحيرة يدبر شعب ماء السماء، وكان لها ابن يسمى المنذر ملك بعدها، وكانت بينه وبين الحارث أحد ملوك غسان حروب، وإحداها تحسب من أيام العرب المشهورة يقال لها: يوم عين أباغ فقتل المنذر في هذا اليوم وانهزم ملوك الحيرة، وتبعهم آل غسان وأكثروا فيهم القتل.
وأما الحارث ملك غسان فهو الحارث بن الأيهم أخو النعمان، أو هو جبلة بن النعمان ... والقولان لأبي الفداء الذي وصف الحارث بأنه الذي طلب أدراع امرئ القيس من السموأل، إشارة إلى القصة المشهورة أن امرأ القيس ملك كندة لما قتل بنو أسد أباه، واستنجد ببكر وتغلب، وتطلبه المنذر بن ماء السماء، فخاف منه وقصد السموأل عاديا اليهودي وأودعه أدراعه وكانت مائة درع، ومات امرؤ القيس فطالب الحارث السموأل بالأدراع فتمنع من تسليمها إليه، وكان الحارث أسر ابن السموأل فهدده بأن يقتل ابنه إن لم يسلمه الأدراع وقتله أمامه ولم يسلمها، فيضرب المثل به بالوفاء والأمانة، وكانت بين آل غسان وملوك الحيرة حروب أخرى في هذا القرن منها الحرب المعروفة بيوم مرج حليمة (أبو الفداء ك1 صفحة 84). (2) في الحرب بين الأسود من ملوك الحيرة وآل غسان ملوك الشام
خلف الملك تاودسيوس الثاني بولشاريا أخته سنة 450، واختارت مرقيان قائد الجيش زوجا لها على شرط أن يصون عذرتها، ثم لقت ربها سنة 453، واستمر مرقيان يدبر الملك بعدها بكل قداسة وتوفي سنة 457، وجعلته الكنيسة وبلوشاريا في مصاف القديسين، وخلف لاون مرقيان إلى أن توفي سنة 474، وفي أيامه أو أيام خليفته زينون كانت حرب الأسود مع ملوك غسان، فالأسود هو ابن المنذر بن النعمان من ملوك اللخميين في الحيرة بقرب الكوفة، ... وقد ذكر هذه الحرب كثيرون من المؤرخين العرب وقالوا: إن الأسود انتصر على غسان وأسر عدة من أمرائهم وأراد أن يعفو عنهم، وكان له ابن عم يقال له: أبو أذينة قتل آل غسان أخاه فقال أبو أذينة قصيدته المشهورة يغري الأسود بقتلهم:
ما كل يوم ينال المرء ما طلبا
ولا يسوغه المقدار ما وهبا
Halaman tidak diketahui