باب العدل والإنصاف.
وأما المثل الذي ذكره الدارقطني؟ فليس من هذا الباب، وهو
ليس في "المجالسة"، ولا يبعد أن يكون ممن هو دون المصنِّف، وعلى فرض كونه منه فلا يسلم إنسان من الوهم وإدخال إسناد في إسناد، على أن لا يكثر ذلك منه ويفحش، وقد وقع شبيهه من أئمة كبار من أمثال الطبراني (١)، ولا يسقط الثقة بالوهم والخطأ النادر أو القليل، ومن الذي لا يغفل ولا يخطأ؟
ويؤيد هذا أني لم أجد في هذا الكتاب تفردا كثيرًا منه، ومما يقوي أنه صدوق في باب الرواية: أنه روى بنزول في بعض الأحايين، وأثنى عليه غير واحد، واحتج به الخطيب في بعض كتبه، وكذا الضياء في "المختارة"، ونقل أخبارًا من كتبه جمعٌ من المتأخرين ممن يدققون ويحررون، وأوردوها في مقام الرضى والقبول، من أمثال: ابن قدامة، والمزي، وابن القيم، وابن كثير، والذهبي، وغيرهم.
ويتأكد ما ذهبنا إليه من كون المصنف في عداد من يحْتَجُّ به، ويُقبل حديثه بتوثيق مسلمة له.
قال ابن حجر: "وقال مسلمة في "الصلَة": كان- أي أحمد بن مروان- من أروى الناس عن ابن قتيبة ... وكان ثقةً، كثير
_________
(١) انظر تفصيل ذلك في "تاريخ دمشق" (٢٠ / ١٧٠ - ط دار الفكر) و"السير"، (١٦/ ١٢٦)
1 / 22