Perbualan Alfred North Whitehead

Mahmud Mahmud d. 1450 AH
56

Perbualan Alfred North Whitehead

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

Genre-genre

وقال عن ألمانيا إنه التقى بزميل له في المهنة في منخن، ذكر له أن روح الجامعات الأمريكية وحريتهم العقلية التي تكونت خلال القرون قد سحقت سحقا. «ولم أر في حياتي شخصا أشد منه حزنا.»

وقص لي: «أن يهوديا شابا من مشاهير الرجال قد فصل من أستاذيته، وعرضت وظيفته على أحد أصدقائي من الألمان، فأجاب بقبولها، ولكن بامتعاض شديد. وكان جزاؤه إبعاده عن كل مكتبة وكل معمل في ألمانيا. والظاهر أن من رأي النازيين أن الجامعات لا توجد للتقدم العقلي وإنما توجد لتربية «الزملاء» وذلك بقرار صادر من برنارد رست، وزير الثقافة والتربية في الرايخ، الذي يتحكم في الجامعات.»

فسأل هوايتهد: «وكيف ينشأ ذلك في ألمانيا؟ هل يمثل من يقوم بطلاء البيوت الألمان لأنه يقوم بهذا الطلاء؟ (وعندهم الكثيرون ممن يقومون بطلاء البيوت!) وهل هذا التجنيد تعبير عن الروح الحربية، أو عن صغار الرجال؟ لو أن آل هوهنزلرن قد خلفهم دكتاتور نابليوني لامع لأمكن تفسير ذلك بالروح العسكرية، إنما الأمر يبدو كأنه أقرب ما يكون إلى ثورة الأغبياء.»

وقال دكتور كانون: «أعتقد أن الشباب هو الذي يرى في هتلر فرصة للحصول على ما يريدون في الحياة، وهم لا يعبئون إلا قليلا أي قيم عليا تتلاشى في سبيل ذلك وكيف تتلاشى. إن ذوي العقول الممتازة في الجامعات كثيرا ما يستسلمون بسبب ما يرونه يحدث من حولهم. ونحن عندنا الآن جماعة من الشبان مثل هؤلاء، وللسبب عينه، يغضبهم إنكار الفرص الاقتصادية.»

وقالت مسز كانون: «كما يحدث في الدنمارك، حيث ترى حملة الدكتوراه يبيعون أربطة الأحذية في الطرقات.»

فقال هوايتهد: «لست أرى لماذا لا يبيع حملة الدكتوراه أربطة الأحذية، إنهم يستطيعون أيضا أن يتفكروا في المشكلات الفلسفية.» - «كما كان سبنوزا يصقل العدسات!» - «هذا عمل أفضل، ولكن خير للناس أن يتعلموا في المدارس من ألا يتعلموا فيها، سواء باعوا أربطة الأحذية أم لم يبيعوها.»

قال الدكتور كانون: «المشكلة هي أن كثيرا من الأمريكان لا يريدون التعلم من أجل ذاته، وإنما يريدونه أملا في الحصول على عمل أفضل.»

وسألت مسز كانون: «ألا نستطيع أن نربي جيلا يرى قيمة التعلم في ذاته ومن أجل ذاته؟ إن النعمة كلها التي يترنم بها كل الشباب الذي نقابله قد تغيرت في ست سنوات، من موسيقى الجاز في عام 1920م، إلى اهتمام جدي في المسائل الاجتماعية.»

واتجه الحديث إلى الوقت البالغ في طوله الذي يستغرقه الطالب في التعلم حتى يصبح طبيبا، وقال كانون إن ذلك راجع إلى قرار إليوت الذي يقضي باستبعاد الدراسات الممهدة للطب من مرحلة الآداب الحرة، وإن كان الطالب باختياره العلوم يستطيع إلى حد ما أن ينقض هذا القرار. أما الشباب الذي يأتي من الجامعات الغربية، وهو يحمل بكالوريوس العلوم، فإنه يستطيع أن يستغني عن العامين الأولين في مدرسة الطب.»

وقالت مسز كانون: «إن الشاب عندنا في سن الثامنة والعشرين، إذا كان من خريجي كلية الطب ماهرا في الجارحة، يتقاضى كطبيب امتياز راتبا سخيا يبلغ خمسين دولارا في الشهر.»

Halaman tidak diketahui