Perbualan Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Genre-genre
وقال روزنستك هسي: «أعرف قصيدة واحدة تهتم بمثل هذه الموضوعات، وهي لجيته، ولم تترجم قط إلى الإنجليزية فيما أعلم، وهو في هذه القصيدة يروي استمتاعه بالعمل الإداري الذي قام به في ويمار، كتعبيد الطرق، والتنظيم الحربي، وأعمال التعدين.»
وسألت: «وما عنوانها؟» - «إلمناو.» - «ألم تكتب لعيد من أعياد ميلاد الدوق كارل أغسطس؟» - «بلى. هل قرأتها؟» - «حدث ذلك منذ عهد قريب، بيد أن هناك صعوبة؛ فقد استمتع جيته بالإدارة، وأجادها، ولكنه أجادها أكثر مما ينبغي، وانغمس فيها إلى حد يعرقل قرض الشعر؛ ومن أجل هذا فر إلى إيطاليا.»
وقال هوايتهد: «إن ما نريده فيما أحسب رأس للدولة مطمئن إلى درجة معتدلة، بشرط ألا يبالغ في طمأنينته.» - «وما رأيك في الأباطرة الأنطونيين؟» - «كانوا بارعين في الإدارة، وكان نظاما فريدا ينتقل من حاكم إلى حاكم بالتعيين وتؤمنه أوليجاركية عسكرية، ومن عجب أن أكثرهم تقديرا أقلهم استحقاقا له؛ أقصد ماركس أوريليوس؛ لأنه شذ عن القاعدة بتعيينه ابنه كومودس، وكان تعيينا سيئا، ولولا أن ماركس كتب تلك المذكرات الشائقة، التي برغم ما فيها من متعة وعلم، لا تمت إلى موضوعنا بصلة، لولا ذلك لساءت ذكراه من بعده، لقد كان من واجبه أن يجد خلفا طيبا.» - «وما رأيك في جدارة بركليز؟» - «إنه يدعو إلى الإعجاب؛ فهو رأس دولة انتخب في منافسة سياسية حرة، وكان من الممكن زواله بمنافسة سياسية حرة مثلها.»
وعاتبته زوجه بقولها: «عزيزي أولتي، إنك تحمل على ماركس لأنه تطفل على أثيرتك الفلسفة التي لا ينتمي إليها.» - «كلا، إني لا أقول بأنه لا ينتمي إليها، وإني لأحب أن أغامر بعيدا عن الفلسفة لو تضاعفت سنو حياتي ومكنتني من إجراء التجارب.» - «إلى أين؟ على سبيل المثال.» - «أحب مثلا أن أكون رئيسا لمحل تجاري ضخم.» - «أنت؟ تدير محل جوردان مارش!» - «لا أقول في بوسطن، ولكن في لندن.» - «وتنافس محل سلفردج؟» - «لا يتحتم ذلك، فربما جاملني مستر سلفردج بموته وخلف لي محله لإدارته.» - «لكنه مات فعلا يا عزيزي، وها أنت ذا لا تدير محله!» - «كلا، لا أظنه قد مات، ولأرجع في ذلك إلى الدليل.» وذهب إلى مكتبه ليبحث عنه.
وقالت مسز هوايتهد غاضبة: «إني لأعجب لك! أنت تريد أن تشتغل بالحرير والأطلس، وأحسب أنك لتحب ذلك.» - «أؤكد لك يا عزيزتي أن شغفي بالإدارة أكثر من ذلك بعدا عن الاتصال بشخصي.»
ثم عاد في الحال ومعه الدليل مفتوحا في الصفحة المطلوبة.
وقرأ بضعة مقتطفات قائلا: «إنه ما يزال حيا، وهذا هو اسمه، جوردن سلفردج.»
وقالت مسز هوايتهد: «ولكن هذا ولده. أليس كذلك؟» - «لا بد أن يكون كذلك يا عزيزتي.» - «أود أن أعرف يا أستاذ هوايتهد أي أثر في الجمهور يكون لك في محل تجاري؟» - «الذوق، والتدبير المنزلي، وكيف يستطيع المرء أن يعيش بحاجات أقل وأحسن.» - «حينئذ يلتهمك منافسوك ويبتلعونك.» - «لا أظن ذلك، فإن مما يبهرني في هذا العمل أن أبتعد عن بطونهم.»
المحاورة الثالثة
24 من يناير 1935م
Halaman tidak diketahui