Dialog Plato: Euthyphro – Pertahanan – Crito – Phaedo
محاورات أفلاطون: أوطيفرون – الدفاع – أقريطون – فيدون
Genre-genre
أقريطون :
ولكنك ترى يا سقراط أن رأي الدهماء لا بد من اعتباره، وذلك ظاهر في قضيتك أنت، ففي مقدورهم أن ينزلوا أفدح المحن بمن لم يظفر عندهم بالرضا كائنا من كان.
سقراط :
ليتهم يستطيعون ذلك يا أقريطون، فذلك كل ما أرجوه؛ إذ لو استطاعوا لكان كذلك في وسعهم أن يفعلوا أعظم الخير، فيكون ذلك منهم جميلا. ولكنهم في حقيقة الأمر عاجزون عن فعل الخير والشر على السواء، وليس في مقدورهم أن يصيروا الرجل حكيما أو فدما، وكل أفعالهم وليدة المصادفة.
أقريطون :
نعم ولست منازعك في ذاك، ولكن هلا تفضلت فأنبأتني يا سقراط - إن كنت لا تغض النظر عني وعن سائر أصدقائك فيما تصرف من الأمر - ألست تخشى أنك إن فررت من هذا المكان فقد يصيبنا النمامون بالضر بسبب اختطافك، وأنا قد نفقد أملاكنا كلها أو جلها، أو قد ينزل بنا من الشر ما هو أشد من ذلك هولا؟ فليطمئن قلبك إن كان ذلك ما تخشاه. فواجب حتم علينا أن نخاطر بهذا، وبما هو أعظم من هذا في سبيل نجاتك، فاقتنع إذن بما أقول، وافعل بما أشير.
سقراط :
نعم يا أقريطون، وليس هذا الذي ذكرته كل ما أخشى، وإن يكن جانبا منه.
أقريطون :
لا تخف. إن هناك نفرا يود لو ينجيك فينتزعك من غيابة السجن، ولن يكلفهم ذلك شططا، أما النمامون فهم كما ترى لا يشتطون في الطلب، ويقنعهم من المال قليله. إن مالي بأسره رهن إشارتك، وهو كاف فيما أعتقد، فإن أشفقت أن ينفد كله، فها هم أولاء نفر من الغرباء يمدونك بما يملكون، وهذا أحدهم سمياس الطيبي قد أحضر معه لهذا الغرض نفسه مبلغا من المال. وذلك سيبيس وغيره كثيرون، يتمنون أن يبذلوا في سبيلك أموالهم؛ إذن فلا تحسب لذلك حسابا، ولا تتردد في تنفيذ القرار. ولا تقل كما قلت في المحكمة إنك لا تدري ماذا عساك أن تفعل بنفسك إن فررت فأنى حللت نزلت من الناس منزلا كريما، وليس ذلك قاصرا على أثينا، فثمة في تساليا ستجد من أصدقائي حماية وتقديرا إن أحببت الذهاب إليهم، ولن تصادف بين بني تساليا جميعا فردا يصيبك بالأذى، ولست أرى بعد هذا كله ما يبرر لك يا سقراط أن تفرط في حياتك، والنجاة ميسورة مستطاعة. إنك لتلعب بنفسك في أيدي أعدائك وقاتليك، بل إني لأزعم فوق هذا أنك إنما تسيء إلى أبنائك؛ لأنك آثرت أن ترتحل تاركهم لما قسمت لهم حظوظهم، وكان في وسعك أن تقوم بنفسك على تنشيئهم وتربيتهم، فإن لم يصبهم ما يصيب اليتامى عادة من قضاء، ما استحققت عندهم من الشكر إلا قليلا؛ فليس لإنسان أن يقذف في العالم بأطفال لا يحب أن يستميت حتى النهاية في إطعامهم وتربيتهم، ولكنك تختار أيسر الأمرين فيما أظن، لا أحسن الأمرين وألصقهما بالرجولة. وكان ذلك أجدر برجل مثلك يبشر بالفضيلة في أفعاله جميعا. حقا إني لأستحيي منك، بل من أنفسنا، نحن أصدقاءك، كلما دار بخلدي أن قصتك هذه جميعا ستنسب إلى نقص في بسالتنا؛ فما كان ينبغي أن تكون المحاكمة، أو كان يجب أن تختم بغير ما ختمت به، وهذه النهاية التي أراها أسوأ العبث، ستبدو للناس كأنما صادفت منك ارتياحا، ولما أبديناه من ضعة وخور، نحن الذين كان بوسعنا أن ننجو بك، كما كان بوسعك أن تنجو بنفسك، لو كنا نملك لأي شيء نفعا (إذ لم يكن الفرار أمرا عسيرا)، وسيظن يا سقراط أنا لم نقدر أن ذلك كله سينقلب علينا وعليك بؤسا وعارا، ففكر إذن في الأمر إن لم تكن قد اعتزمت بعد شيئا، فقد انقضت فرصة التفكير ولم يعد لديك إلا أمر واحد يجب إنجازه هذا المساء، لو كنت تريد له إنجازا، فإن أرجأت أمرك تعذر واستحال؛ وعلى ذلك فأنا أتوسل إليك يا سقراط أن تسلس لي القياد وأن تفعل بما به أشير.
Halaman tidak diketahui