قلت محاولا إخفاء ضحكتي: أريد أن أضحك، ولكني خائف .. أيغضبك لو ضحكت؟
هي من ضحكت لحظتها، وهنا تيقنت من أنها ليست سوية العقل .. «فليكن، وماذا يضير؟ المجانين والفئران والبشر يتناسلون».
انتهت من الضحك لتبدأ بالرقص وحدها، «ألم أقل إنها مجنونة؟» رقصت، هكذا، فجأة .. وليس هذا وحسب، بل جذبتني من يدي وراقصتني .. أنا لا أعرف الرقص ولكني راقصتها .. وما هي لحظات من رقص لا معنى له حتى بدأت تغني وهي تراقصني .. لقد غنت مقاطع من جدارية محمود درويش، وشاركتها الغناء، وكررنا هذا المقطع مرارا: «هزمتك هزمتك ..
هزمتك يا موت الفنون جميعها ..
هزمتك وانتصرت وأفلت من كمائنك الخلود
فاصنع بنا واصنع بنفسك ما تريد ..
وأنا أريد .. أريد أن أحيا.»
لقد رفعت صوتي معها مغنيا: «أريد أن أحيا.» وتوقفنا لحظتها عن الرقص بشفاه قريبة جدا، فحاولت تقبيلها. أبعدتني، فقلت: «لم أقصد». ردت بسخرية: «عفوا؟» هنا كان يجب أن أغير الموضوع، وأقول: كليشيه .. أقصد أن نغني ونرقص على هذا المقطع في مكان كهذا، كليشيه، ولكنه غير مزعج فهو يناسب الحالة.
ردت بجدية: متى ستفهمون يا معشر الرجال، أن الرقص ليس تأشيرة دخول للجنس؟
لا أعرف من أين أتتني الجسارة وسألتها: لم لا؟
Halaman tidak diketahui