Pengeluar Buku Timbuktu: Misi untuk Mencapai Bandar Bersejarah dan Perlumbaan
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genre-genre
وكان الأمر الأكثر مدعاة للأسف هو توقيت اجتماع اللجنة؛ فقد اتخذ القرار في يوم الخميس، الموافق الثامن والعشرين من يونيو، وهو نفس اليوم الذي أجبر فيه الجهاديون، وهم لا يزالون مزهوين بعد انتصارهم في جاو، الحركة الوطنية لتحرير أزواد على الانسحاب من تمبكتو. في صباح اليوم التالي، في اليوم المقدس عند المسلمين، ذهبوا إلى مساجد المدينة للتنديد بمذهب أولياء تمبكتو. وفي صباح اليوم الذي تلا ذلك، تلقى ديوارا مكالمته الهاتفية في الدار البيضاء.
تلقى أحمد الفقي المهدي، قائد الشرطة الإسلامية الذي ينتمي إلى قرية قريبة، أمرا بالقيام بعملية الهدم. بدأ في الطرف الشمالي للمدينة، في أباراجو، بضريح سيدي محمود. كانوا بالفعل قد هاجموا قبر هذا الولي الشهير، والآن كانوا ينهون ما بدءوه. كان القبر على هيئة بناء شبيه بالصندوق مصنوع من تربة مدكوكة وحجارة، وكان مبنيا على تل بجوار شجرة، ومحاطا بقبور مريدي هذا الولي، الذين قيل إن عددهم 167 مريدا. كانت بقعة هادئة، مكانا كان الناس يأتون إليه يوميا للدعاء، والتبرك، وطلب العون والمدد من الولي. في الساعة الثامنة صباحا، أحاط نحو مائة من الجهاديين بالقبر وبدءوا في الهجوم عليه، وهم يصيحون «الله أكبر!» مستخدمين المعازق والمعاول والعتلات والمطارق التي كانوا قد اشتروها من متجر الأدوات المعدنية. أبعد المتفرجون بواسطة بنادق آلية مصوبة في اتجاههم. تذكر جانسكي قائلا: «لم يسمح لأي أحد بالاقتراب.»
لم يكن القبر مبنيا ليحتمل أي نوع من الاعتداء. وسرعان ما تمكن الرجال من نقب أحد الحوائط بعتلة وأحالوه إلى أنقاض. شرح جهادي ذو عمامة سوداء أمام الكاميرا الأسباب التي دعته إلى هدم الضريح. وقال: «توجد قاعدة شرعية تقول إن القبر يجب ألا يزيد ارتفاعه عن بضعة سنتيمترات فوق سطح الأرض.» ثم أضاف: «كما أنه لا يجوز تعظيم أحد إلا الله. لذلك السبب إننا نهدم هذا القبر.» وعندما انتهوا، كان البناء قد صار كومة من التراب والحجارة والقطع الخشبية. بعد ذلك انتقل فريق الهدم إلى قبر الشيخ محمد محمود الأرواني في نفس المقبرة.
قال المتحدث باسم الجهاديين سندة ولد بوعمامة: «كلنا مسلمون.» ثم أردف: «ما اليونسكو هذه؟» كانت هذه هي مجرد البداية لعملية هدم كل الأضرحة الموجودة بالمدينة؛ «اليوم، سيهدم أنصار الدين كل الأضرحة في المدينة. كلها، دون استثناء.» وصف حماها ذو اللحية الحمراء أولئك الذين كانوا يتعبدون عند الأضرحة بأنهم «يقودهم الشيطان»؛ وقال لأحد المراسلين: «إن الصلاة على القبور والتبرك بها هما من الأمور المحرمة في الإسلام.» وأضاف: «إن جماعة أنصار الدين تظهر لبقية العالم، وبخاصة الدول الغربية، أنه سواء شاءوا أم أبوا، لن نسمح للجيل الجديد بالاعتقاد في الأضرحة ... بغض النظر عما تقوله الأمم المتحدة، أو اليونسكو، أو المحكمة الجنائية الدولية، أو الإيكواس [المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا]. نحن لا نعرف تلك المنظمات. الشيء الوحيد الذي نعترف به هو حكم الله، الشريعة. الشريعة هي التزام إلهي. لا يحق للناس أن يختاروا أن تعجبهم أو لا.»
في حوالي الساعة العاشرة صباحا تحرك الرجال الذين يحملون المعازق والمعاول شرقا، إلى مقبرة سيدي المختار الكونتي، حيث كان بارت قد شهد البكاي يتفاوض مع إخوته منذ 158 عاما مضت. هدموا المزيد من الأضرحة هناك، وفي ذلك ضريح الشيخ نفسه، وصرح المهدي: «سنمحو من فوق ظهر أرضنا كل ما لا ينتمي إليها.» وفي عصر ذلك اليوم، تحركت جماعة المهدي جنوبا إلى مقبرة ألفا موي، حيث ظلوا يعملون حتى الغروب.
صرخ بعض السكان وهم يشاهدون أقدس بقاعهم تتعرض للتحطيم؛ بينما لم ينبس آخرون ببنت شفة، غير مستوعبين لما يحدث. في تلك الليلة، نامت المدينة عند الغسق. تذكر إير مالي قائلا: «كان الجميع منهكين.» ثم أردف: «شعرت وكأن أيام تمبكتو قد ولت.»
استمر الهياج في اليوم التالي، مع هدم ثلاثة أضرحة أخرى في جينجربر. استشعر إير مالي وجود نهج في اعتدائهم؛ إذ كانوا يهاجمون المقابر على أطراف المدينة، التي كانت تمثل أحجار الزاوية لدفاعاتها الروحية. وفي اليوم الثالث، اختار الجهاديون هدفا جديدا. في جدار على الجانب الغربي من مسجد سيدي يحيى، تحت عتبة عليا مثلثة، كان يوجد باب خشبي بهي منقوش على طراز تمبكتي تقليدي بأشغال معدنية زخرفية. بحسب اعتقاد محلي، كان من المفترض أن يظل مغلقا حتى نهاية الزمان. أوضح الإمام الأكبر عبد الرحمن بن السيوطي: «كانت رمزية باب مسجد سيدي يحيى بسيطة جدا وهي أنه يوجد أناس قالوا إنه عندما تفتح الباب، فهذه هي نهاية العالم.» لم يكن للأمر علاقة بالسحر أو بالشرك؛ مجرد أسطورة كانت قد اخترعت لغرض عملي. وأضاف: «حكى القدماء القصة للأطفال الصغار ليمنعوهم من الاقتراب من الباب ؛ لأن الجدار خلفه لم يكن صلبا جدا وكان ثمة خطر أن ينهار على الناس. اعتقد الناس أن عليك تركه وشأنه. كانت هذه طريقة لإبقاء الناس آمنين.»
رأى السلفيون الأمر على أنه بدعة. قال ابن السيوطي: «كانت عقليتهم تقضي بأن يتحدوا ذلك.» ثم أردف: «أرادوا أن يبرهنوا أن الأمر لم يكن صحيحا، مع أن الجميع بالطبع كانوا يعرفون أنه لم يكن صحيحا. كان ببساطة شيئا يقال للأطفال لإخافتهم.»
في صباح يوم الإثنين أقبلت مجموعة من الرجال المسلحين الذين يلبسون العمائم على المسجد. بدءوا أولا بسحب العتبة العليا وإخراجها، والتي خرجت بسهولة. شكلت ضلفتا الباب مشكلة أكبر؛ إذ تعين على الرجال أن يبذلوا مجهودا مضنيا، مقتلعين إياها من التربة التي جففتها الشمس والتي كانت تثبتهما في مكانهما. خرج جهادي ذو عمامة سوداء من المهمة وهو يفرك عنقه، ويعلم أن كاميرا الفيديو تصوره. قال: «الله أكبر»، وأضاف بسخرية: «والآن يحل وقت نهاية العالم.»
بدأ أناس يبكون وسط الحشد الصغير من التمبكتيين الذين تجمعوا ليشاهدوا ما يحدث.
Halaman tidak diketahui