Pengeluar Buku Timbuktu: Misi untuk Mencapai Bandar Bersejarah dan Perlumbaan
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genre-genre
في هذه الاجتماعات كان رجال المكتبات يتشاركون أي معلومات كان بوسعهم أن يستقوها من الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم في الشمال. اعتقدوا أن الخطر الأعظم على المخطوطات في هذه المرحلة كان من العصابات ولصوص الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
طيلة شهر، كانت منظمة اليونسكو تصدر تصريحات دورية عن التهديد الذي كان يشكله المتمردون على تراث تمبكتو. في منتصف شهر أبريل كانت المنظمة قد حذرت من أن انتقال الجهاديين إلى مبنى أحمد بابا الجديد كان سببا ل «انزعاج شديد»؛ لأنه كان يحتوي على وثائق يرجع تاريخها إلى حقبة تمبكتو المجيدة بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر؛ قالت المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا: «لا بد من الحفاظ على هذا التراث.» ثم أضافت: «لقد احتشد مواطنو تمبكتو من أجل حماية هذه الوثائق القديمة، وأنا أحيي شجاعتهم وتفانيهم. ولكنهم يحتاجون إلى مساعدتنا.» وناشدت أن تتخذ إجراءات متضافرة من الفصائل المالية المتناحرة، وحكومات الدول المجاورة، والإنتربول، ومنظمات الجمارك، وسوق الأعمال الفنية، وجامعي التحف الفنية للحيلولة دون خسارة هذه الكنوز، التي مثلت أهمية كبيرة للبشرية جمعاء.
بينما أعربت منظمة اليونسكو عن قلقها، كانت غرائز رجال المكتبات تقول إن عليهم أن يفعلوا العكس، وكان القرار الأول الذي اتخذوه أن يحاولوا إبقاء المخطوطات بعيدا عن نظر الرأي العام. سنحت لحيدرة فرصة أن يحاول إسكات المنظمة التابعة للأمم المتحدة في الثامن عشر من مايو، عندما حط وفد للطوارئ في باماكو من أجل أول اجتماع كبير مع الحكومة المالية منذ بداية الأزمة. دعي حيدرة إلى مؤتمر في وزارة الثقافة مع المسئولين الذين عملوا على التراث المالي، وذهب ومعه أجندته الخاصة. عندما طلب منه أن يقدم تقريرا عن حالة المخطوطات، قال للسياسيين، والمسئولين، والصحفيين الذين كانوا حاضرين إنه على الرغم من أنه كان قد عاد حالا من تمبكتو فإنه لم يكن بوسعه أن يقول أي شيء عن مجموعات المخطوطات. سئل عن السبب في ذلك. أجاب قائلا إن السبب هو أن المخطوطات كانت الأشياء الأكثر هشاشة في التراث الثقافي للمدينة، وإنه يجب ألا تذكر في الإذاعة أو التليفزيون. ناقش المسئولون المسألة باقتضاب، ثم وقفت وزيرة الثقافة، ديالو فاديما توريه وطلبت من الصحفيين ألا ينشروا أو يبثوا أي شيء قيل عن المخطوطات. وقالت: «يجب أن تغفلوا كل شيء تسمعونه.»
مضى حيدرة، راضيا، يشرح ما تم حتى ذلك الحين، وأخبرهم أن كثيرا من المجموعات قد نقلت إلى بيوت الناس، حيث كانت آمنة بما يكفي في الوقت الراهن. كانت المساعدة الوحيدة التي احتاج إليها حقا في هذه المرحلة هي ألا تذكر المخطوطات في وسائل الإعلام. وقال: «هذا كل شيء.» كانت رسالة رجال المكتبات قد وصلت إلى الصحافة وإلى أكبر كيان مدافع عن التراث العالمي، وستنقل إلى الآخرين. قال إسماعيل: «في اجتماعاتنا الكثيرة ناقشنا بالتفصيل استراتيجيات الاتصال هذه.» ثم أضاف: «طلبنا من هيئات معينة ألا تتحدث كثيرا بشأن المخطوطات في الصحف أو في التليفزيون أو الإذاعة.»
بعد أن أصبح التعتيم الإعلامي قائما، انتقل رجال المكتبات لمناقشة أمور مهمة أخرى. كان يوجد أمل ضئيل في أن الموقف سيتحسن؛ وفي الواقع، تعين عليهم أن يفترضوا أنه سيسوء. ماذا سيفعلون إذن؟ كان معيجا يتساءل عن كيفية إيصال مخطوطات المعهد إلى بر الأمان منذ أن تولى منصبه الجديد، والآن ناقش الرجال الثلاثة الفكرة صراحة.
لم يعتقد حيدرة في البداية أن إجلاء المخطوطات كان هو السبيل الصحيح. كان شحن عشرات الآلاف من الوثائق الهشة إلى خارج تمبكتو تحت أنظار المحتلين وعبر الصحراء الخطرة أمرا يحمل مخاطر كبيرة، ليس فقط على الوثائق. كان عدد حالات الضرب والتشويه في الشمال يتزايد يوميا، وكذلك حالات الاغتصاب والقتل التي كان يرتكبها مسلحون من مجموعات مختلفة؛ فبنهاية شهر أبريل كانت إقامة شريعة أنصار الدين قد أدت إلى حالات إعدام بإجراءات موجزة، وعقوبات جلد، وبتر للأعضاء، بل قطع أذن امرأة لارتدائها تنورة قصيرة. ماذا كان سيفعل هؤلاء الناس إذن في شخص قبض عليه وهو ينقل المخطوطات؟ ثم كانت توجد مسألة المال: كانت تذكرة الذهاب بوسائل النقل العام من وإلى باماكو تتكلف 25 ألف فرنك غرب أفريقي، أو ما يوازي حوالي أربعين دولارا. أخذا في الاعتبار عدد الشحنات، والمبالغ الإضافية التي سيلزم إنفاقها على القائمين على النقل والرشاوى الضرورية للشرطة ورجال الجمارك، كان من شأن الإجلاء الكامل للمخطوطات أن يكون باهظ الثمن.
تذكر حيدرة قائلا: «قلنا إننا يجب أن ننتظر.» ثم أضاف: «لم نكن نظن أن إجلاء المخطوطات كان فكرة جيدة في ذلك الوقت. كان ثمة الكثير من التوتر، وإن بدأنا، لم نكن نظن أن الأمر سينجح. قلنا إنه كان من الضروري أن نترك الأشياء على ما هي عليه في الوقت الحالي، لبعض الوقت.»
ومع ذلك، بدءوا بالفعل في الأعمال التحضيرية.
كانت توجد شخصية رابعة في باماكو كانت تلتقي بين آن وآخر مع حيدرة، وهي امرأة أمريكية تدعى ستيفاني دياكيتي. كانت دياكيتي محامية، حسبما قالت لاحقا، وخبيرة مدربة في حفظ الكتب، وكانت تدير منظمة استشارات تنموية باسم «دي إنترناشيونال». كانت في الخمسينيات من عمرها، وذات شعر أشقر رمادي، ومفعمة بالنشاط، وكانت دولية حقا. كانت تمتلك منازل في سياتل وباماكو، وعلى الرغم من أن مهارتها اللغوية كانت تعني أنها كان بوسعها أن تسب بعنف باللغتين البامبارية والإنجليزية، كانت بارعة جدا في النقاش المتعلق بالاستشارات، الذي يمكن أن تخرج منها فيه عبارات مثل «التدوير في استخدام أجهزة الاتصال والبرامج» و«تيسير الاستثمار» دون أي صعوبة. كانت هي وحيدرة قد التقيا لأول مرة في أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت تسافر في أرجاء منطقة تمبكتو تقيم مشروعا لتعليم الفتيات، ونشأت بينهما صداقة دائمة، ولكن صاخبة، بسبب المخطوطات. (كان أزواجهما - فقد كان له زوجتان؛ وكان لها زوج مالي الجنسية - يحبون أن يطلقوا عليهما «الثنائي الرهيب»، حسبما قالت لاحقا.) كان هو المالك لمجموعة مخطوطات مهمة، بينما كانت تمتلك هي صلات بعالم التنمية الدولية، وكانت جيدة في عملية بدء المؤسسات. كانا قد حولا «سافاما»، المنظمة غير الحكومية التي أنشأها حيدرة لحماية مستقبل تراث المدينة المكتوب، إلى مؤسسة يمكن للجهات المانحة الدولية أن تعمل معها.
صاغت دياكيتي نداء وأرسلته إلى كل المؤسسات الثقافية الكبرى التي لديها في سجل جهات الاتصال، بينما قام رجال المكتبات بجولة في السفارات لمحاولة الحصول على دعم مالي. في مرحلة ما، كان حيدرة مقتنعا بأنهم يحظون بمساندة جنوب أفريقيا؛ وقيل له إنهم لم يكن عليهم سوى أن يعدوا خطابا يطلبون فيه المساعدة ويوقعونه بالاشتراك مع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي. تذكر حيدرة قائلا: «في الخطاب، طلبنا من إخوتنا المسلمين في جنوب أفريقيا أن يهبوا إلى عوننا، أو أن يأتوا معنا إلى تمبكتو لنرى كيف سنضطلع بالأمور.» أرسلوا الخطاب، وكل يوم كانوا ينتظرون أخبارا سارة، ولكن لم يأتهم رد أبدا، وتدريجيا أدركوا أن المساندة الجنوب أفريقية لن تتجسد على أرض الواقع. قال حيدرة: «كنا محبطين جدا.» ثم أضاف: «كان الأمل الوحيد الذي لدينا، وكان قد ضاع.»
Halaman tidak diketahui