Pengeluar Buku Timbuktu: Misi untuk Mencapai Bandar Bersejarah dan Perlumbaan
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genre-genre
مثلما منحت الفيضانات السنوية لنهر النيل الحياة لممالك مصر القديمة، احتضنت دلتا نهر النيجر الداخلية الخصبة حضاراتها. حتى في الأزمنة القديمة، تسربت أنباء عن هذه الأراضي إلى أوروبا. ففي القرن الخامس قبل الميلاد، أشار هيرودوت إلى وجود نهر في الطرف البعيد من الصحراء يعج بالتماسيح، وتوجد مدينة على ضفافه يسكنها سحرة سود. وصف بلينيوس الأكبر، فيما كتب بعد ذلك بخمسة قرون، قبائل متوحشة عاشت هناك، ومنها الأيجيباني، الذين كانوا «نصف رجال، ونصف وحوش»؛ والتروجلودايت، الذين لم يكن بوسعهم الكلام إلا بإصدار ضوضاء كصرير الخفافيش؛ والبليميون، الذين كانوا «بلا رءوس، وكانت أفواههم وعيونهم في موضع صدورهم.» بقي ذكر البشر المشوهي الخلقة موجودا حتى العصور الوسطى: أظهرت خريطة مابا موندي هيرفورد، التي وضعت حوالي عام 1300، البليميين وكذلك التروجلودايت في أفريقيا، بينما بالغ مؤرخون لاحقون في وصف أفارقة بلينيوس فجعلوهم أناسا بعين واحدة في منتصف جباههم، أو بقدم عملاقة واحدة كانت كبيرة بما يكفي لأن تحميهم من الشمس.
في القرن السابع، قطعت الجيوش المسلمة، التي انطلقت غربا تجتاح الساحل الجنوبي للبحر المتوسط إلى المحيط الأطلنطي، طريق أوروبا المسيحية لأفريقيا، وطيلة ألف ومائتي عام قلت المعلومات الآتية مما وراء الصحراء الكبرى متحولة إلى أصداء كانت تتسرب آتية عن طريق التجار الذين كانوا يجتازون الصحراء. غالبا ما كانت تلك المعلومات خيالية - وصلت أنباء عديدة في العصور الوسطى إلى أوروبا عن نمل عملاق يحصد الذهب من قيعان الأنهار الأفريقية - لكن كان ثمة أساس للأقاويل المتداولة عن ثراء الإقليم. قبل الاستعمار الإسباني للأمريكتين، كان ثلثا كل الذهب الذي يتداول في منطقة البحر المتوسط يأتي من السودان. روى الجغرافي المسلم الإدريسي، في القرن الثاني عشر، أن ملك غانا القديمة كان ثريا جدا حتى إنه كان يمتلك «لبنة من ذهب وزنها ثلاثون رطلا من ذهب، تبرة واحدة خلقها الله خلقة تامة من غير أن تسبك في نار ولا تطرق بآلة»، بينما في القرن الرابع عشر، أرخ ابن بطوطة - أحد أكثر الناس ترحالا في التاريخ - مآثر الإمبراطور المالي موسى الأول. إن هذا الإمبراطور - الذي في بعض الأحيان يعرف باسم مانسا موسى، ويعني «الملك موسى» - كان يقال عنه إنه حج إلى مكة في عام 1324 مع حاشية من ستين ألف جندي، وخمسمائة عبد، وطن من الذهب للنفقات، وأنه كان معطاء بشدة حتى إنه تسبب في هبوط سعر المعدن النفيس في القاهرة لمدة جيل.
ظهرت تمبكتو لأول مرة في الجغرافيا الأوروبية بعد ذلك بخمسين عاما، في الأطلس الكتالوني، وهو خريطة للعالم المعروف ظهرت عام 1375 أعدها رسام الخرائط المايوركي أبراهام كريسكيس من أجل ملك إسبانيا. كانت التهجية التي استخدمت لاسم المدينة هي «تينبوتش»، ومن البداية كانت مقترنة بالثراء، حيث إن كريسكيس رسم موسى بجوارها، ممسكا بصولجان ذهبي ضخم وبكتلة ذهب كبيرة وعلى رأسه تاج ذهبي ثقيل. بدت الأنباء اللاحقة وكأنها تؤكد معلومات كريسكيس: ففي عام 1454، وصل مستكشف فينيسي، يعمل لحساب الأمير البرتغالي هنري الملاح، إلى ودان، وهي واحة تجارية إلى الجنوب من طرابلس، وعاد جالبا معه سردا يوضح كيف أن قوافل الجمال تأخذ الملح الصخري إلى «تانبوتو» ثم إلى «ميلي، إمبراطورية السود»، حيث قويضت مقابل كميات كبيرة من الذهب. ومع ذلك، لم تنشر رواية مستقاة من شاهد عيان عن تمبكتو إلا في القرن السادس عشر، مؤكدة الأسطورة الذهبية.
كان اسم الرحالة هو الحسن بن محمد الوزان الزياتي. هناك معلومات قليلة متاحة عن سيرته الذاتية، ولكن يعتقد أنه ولد في غرناطة وانتقل عندما كان شابا إلى فاس، حيث تلقى تعليما جيدا. وفي وقت ما بين عامي 1506 و1510، في السابعة عشرة من عمره، قيل إنه رافق أحد أعمامه في مهمة دبلوماسية إلى السودان وزار تمبكتو. وبعد عقد من الزمن، أسر على يد قراصنة مسيحيين أخذوه إلى روما، وهناك حرره البابا ليون العاشر وتحول إلى المسيحية، متخذا اسم يوهانيس ليون دي ميديشي، الذي أصبح فيما بعد ليون الأفريقي. استقر ليون في إيطاليا وكتب عدة كتب، ولكن كتابه «وصف أفريقيا»، بسرده للحياة في السودان، هو الذي قوبل بأكبر قدر من الحماس؛ إذ قيل إنه قد اكتشف عالما جديدا على الأوروبيين، مثلما كان كولومبوس قد فعل باكتشاف أمريكا.
في وصف ليون، كانت تمبكتو مدينة غنية وساحرة. ومع أن منازلها كانت في الغالب مبنية من الطين والقش، فإنه في وسط المدينة كان يوجد «مسجد بناه معماري من بيتيس [في جنوب إسبانيا] بأحجار البناء والملاط الجيري ... وقصر كبير بناه هذا المهندس نفسه، حيث يقيم الملك.» وفرت آبار المدينة العديدة الماء العذب، وكان ثمة وفرة من الحبوب ، والماشية، واللبن، والزبد؛ إلا أن الملح كان غاليا جدا، لأنه كان يتعين جلبه مسافة خمسمائة ميل من المناجم الصحراوية. وذكر أن سكان المدينة كانوا «أثرياء جدا»، وعوضا عن استخدام النقود المسكوكة كانوا يستخدمون قطعا من الذهب الخالص. وإلى جانب الاحتفاظ بجيش نظامي دائم قوامه ثلاثة آلاف من الخيالة إضافة إلى عدد كبير من جنود المشاة الذين كانوا يطلقون سهاما مسمومة، امتلك ملك تمبكتو «كنزا عظيما من العملات والسبائك الذهبية»، التي كانت الواحدة منها تزن ألفا وثلاثمائة رطل، وكان بلاط قصره «فخما»:
عندما يذهب الملك من مدينة إلى أخرى مع حاشيته، يركب جملا، وتساق الخيل أمامه بأيدي السياس. وإذا دعت الضرورة إلى القتال، يعقل السياس الإبل، ويمتطي جميع الجنود الجياد. وعندما يريد أي شخص أن يخاطب الملك، يجثو بين يديه ويأخذ حفنة من التراب ويحثوها على رأسه وكتفيه.
كان لأهل المدينة طبيعة مرحة، إذ كتب ليون: «من عادتهم أن يتجولوا في المدينة ليلا بين العاشرة مساء والواحدة بعد منتصف الليل وهم يعزفون على آلات موسيقية ويرقصون.» كان يوجد هناك أيضا الكثير من الأشخاص المتعلمين. كان هذا يعني أنه كان يوجد نهم شديد للمخطوطات، التي كانت تلقى تقديرا في أسواق المدينة يفوق ما كانت تلقاه البضائع الأخرى:
في تمبكتو يوجد عدد كبير من القضاة، وعلماء الدين، والشيوخ، الذين يدفع إليهم جميعا راتب حسن من الملك، الذي يجل كثيرا المثقفين. وتباع كتب مخطوطة كثيرة آتية من بلاد البربر. وتدر تلك المبيعات أرباحا تفوق أي بضائع أخرى.
ترجم عمل ليون على نطاق واسع. نشرت نسخة باللغة الإنجليزية في عام 1600 وأدت إلى موجة من الاهتمام بأفريقيا: فقد كانت مصدرا محتملا لمسرحية شكسبير «عطيل»، وقد كان من شأن وصفها لثراء منطقة جنوب الصحراء الكبرى أن شجع المغامرين الإنجليز في ملاحقتهم للبرتغاليين أن يقطعوا شوطا أطول على ساحل غينيا. في عام 1620، وصلت حملة استكشافية بقيادة السيد الإنجليزي ريتشارد جوبسون إلى تيندا، على نهر جامبيا؛ وهناك أخبره تاجر أفريقي عن مدينة أبعد في اتجاه منبع النهر تسمى تمبوكوندا ، والتي يوجد فيها «منازل مكسوة بالذهب.» أعيد نشر رواية جوبسون لحملته في عام 1625 على يد جامع المقتطفات الأدبية صامويل بورتشاس، الذي حث مواطنيه على استكشاف القارة الأفريقية. أورد بورتشاس: «إن أغنى مناجم الذهب في العالم موجودة في أفريقيا، ولا يسعني إلا أن أتعجب من أن كثيرين أرسلوا كثيرين، وأنفقوا الكثير في رحلات أبعد إلى الشرق والغرب وتجاهلوا أفريقيا في المنتصف.»
بحلول أواخر القرن الثامن عشر، كانت أسطورة تمبكتو الذهبية قد استقرت في المخيلة الأوروبية. وكانت هذه بمثابة المغناطيس الذي من شأنه أن يجتذب الأوروبيين إلى قلب غرب أفريقيا.
Halaman tidak diketahui