Muhammad Iqbal: Sejarah, Falsafah dan Puisinya
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genre-genre
وتصوير صعوبة التطوير وعسر التكمل، سبق إليه بعض شعراء الصوفية مثل: سنائي الغزنوي.
ثم يقول إقبال: وتراها من أجل عملها، عاملا ومعمولا، ووسيلة وغاية. تنبعث وتثور وتطير وتضيء وتختفي وتحترق وتقتل وتموت وتنبت.
5
وظاهر أن الشاعر يريد قوة الحياة التي تتجلى في مظاهر مختلفة، وتتداولها أحوال شتى، ولكنها الحياة المتعينة المتشخصة في الذوات الكثيرة.
ثم يقول: حياة العالم من قوة الذات، فالحياة على قدر ما فيها من هذه القوة، فالقطرة حين تقوي ذاتها تصير درة، والجبل إذا غفل عن ذاته انقلب سهلا وطغى عليه البحر. ويضرب الشاعر في هذا المعنى أمثالا شعرية عدة.
إنما أقصد هنا إلى تبيين فلسفة إقبال، وقد جعلت الكلام في منظومة أسرار خودي وسيلة إلى هذا التبيين. فلا حرج أن أترك هذه المنظومة حينا إلى غيرها من دواوين إقبال. قد بث الشاعر فكرة الذاتية في شعره كله. ذكرها أحيانا مجملة ظاهرة وخفية وصريحة ومكنية، وأفاض أحيانا في الإبانة عنها وموالاة وصفها والتمثيل لها. ومن مواضع الإفاضة منظومته «ساقي نامه» من ديوانه الذي سماه بال جبريل - جناح جبريل، وإليكم نبذة من كلامه عن الذاتية في ساقي نامه: تكلم عن الحياة الثائرة، والزمان السائر، وعن الأمم والآحاد، في هذا الجهاد، ثم قال:
ما هذا النفس الحي؟ سيف. ما مسن هذا السيف؟ الذاتية. ما الذاتية؟ سر الحياة الباطن. ما الذاتية؟ يقظة الكائنات. إنها ثملة بالجلوة، ومغرمة بالخلوة، إنها بحر في قطرة ... إنها ظاهرة فيك وفي، وهي بريئة مني ومنك - يعني ليست مقيدة بكون محدود. ماضيها الأزل، وآتيها الأبد. ليس لها ماض ولا آت يحد ...
تغير وسائل التحري، وتبدل منظرها بين حين وحين، والصخرة الثقيلة خفيفة في يدها، والجبال رمال من ضربها، والسفر مبدؤها ومنتهاها، وهو السر من تقويمها. هي ضياء في القمر، وهي شرار في الحجر ... وهي في هذا الكفاح منذ الأزل. وقد صورت كذلك في صورة الإنسان.
إن مستقر الذاتية قلبك، كما يحوي الفلك إنسان العين. وسم هذه الذاتية العيش الذليل، والعزة ماؤها السلسبيل.
أردت أن أعرض على القارئ صورا للذاتية في شعر إقبال ليتأمل فيها. وما أردت أن أحجبه عن الشاعر بكلامي وبياني.
Halaman tidak diketahui