Muhalhil Sayid Rabica
المهلهل سيد ربيعة
Genre-genre
فتجهم وجه المهلهل وعقد ما بين عينيه وقال وقد لمع الشر في نظراته: «وهل كنت لابن عوف نديما؟»
فقالت المرأة ولا تزال في نغمتها رنة الاعتذار: «لا! ولكنهم يدعونك للمؤانسة. وهل عليك ضير في مجالسة قوم من بني عمك؟»
فأدار المهلهل وجهه عنها وقال مغمغما: «ليس المهلهل بمن يسعى إلى أحد.» ثم جلس في ركن الخيمة، وجعل يتغنى حزينا بمراثيه في أخيه.
فرأت المرأة مراجعة القول لن تجديها شيئا، فانصرفت في صمت وبقي المهلهل يتغنى ناظرا إلى أثر القيود في يديه.
بعد قليل أقبل ابن عوف ومعه ضيوفه حتى وقفوا على باب الخيمة، وتقدم شيخ كبير منهم فقال باسما: «أتأذن لي يا ابن الكرام؟»
فنظر المهلهل نحوه حينا وهو لا يميزه، وغاب لحظة في تفكيره، ثم علت وجهه ابتسامة ضعيفة مترددة، وقال بصوت خافت: «الفند بن سهل؟»
فقرب الرجل منه وقال وهو واقف إلى جانبه: «نعم الفند بن سهل. أبيت أن تسعى إلينا فسعينا إليك.»
فاعتدل المهلهل مرتاحا إلى حديث الرجل، وصاح الفند يخاطب إخوانه الواقفين دون باب الخيمة فقال: لا بأس عليكم يا قوم فقد أذن لنا المهلهل.
فدخل القوم وجلسوا في جوانب الخيمة، ودخل معهم عوف بن مالك فانتحى جانبا وهو صامت.
وتبسط المهلهل في حديثه مع الفند، ثم امتد الحديث إلى سائر الجلوس، وكأن المهلهل قد نسي ما هو فيه من أسر وضيق وذل، فجعل يحدث القوم ويرحب بهم ويؤانسهم بالتحية كأنهم ضيوفه، وكأنهم قد نزلوا عليه في بعض رحابه.
Halaman tidak diketahui