229

Mughalatat Mantiqiyya

المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري

Genre-genre

بين الحلي وأحجار الطواحين (1-6) بروكرستية الإدراك الحسي

ثمة عنصر بروكرستي في كل إدراك حسي، وربما في كل إدراك ذهني على الإطلاق، فالإحساس البصري المحض، على سبيل المثال ، لا يقدم لنا أكثر من بقع فسيفسائية مبعثرة، هي «المعطيات الحسية»

sense data (sensa) ، ثم يأتي «المخطط الذهني»

schema ، أو «النموذج» أو «الجشطلت»، فيضفي هيئة ومعنى معينا على هذا الهلام الحسي الغفل، ونحن في إدراكنا الحسي لا نملك إلا أن نملأ الفراغات ونسد الثغرات ونسبغ الكمال على الأشكال الناقصة، ونضفي الاتصال على المنفصل، والاستمرار على المتقطع ... إلى آخر تلك الآليات التي فصلها الجشطلتيون في سيكولوجية الإدراك. «المخطط الذهني» أو «البناء الذهني»

mental construct

أو «النموذج المرشد» ... هو شرط ضروري للإدراك، فنحن في حقيقة الأمر لا نرى موضوعات محددة من مثل البشر والحيوانات والأشجار والموائد والكراسي ... بل نرى بقعا لونية مشتتة، ومن هذه الخامة الحسية «نستدل» عندئذ على العالم المعتاد أو «نشيده»، الإدراك الحسي إذن هو في حقيقته «تشييد ذهني»

mental construction

تضطلع فيه قوالب العقل المسبقة (أسرة بروكرست) بدور محوري!

وقد أشار الفيلسوف الأمريكي شارلس ساندر بيرس إلى أن الإدراك الحسي هو ضرب من التأويل أو الاستدلال: «... فالأمر اللافت في «الخدع»

illusions

Halaman tidak diketahui