Kesilapan Bahasa: Jalan Ketiga ke Bahasa Fusha Baru
مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة
Genre-genre
ومنذ البداية ظهر لعلماء العربية إفلاس النحو، وشعروا بالبون الواسع بين اللغة والنحو لصعوبة السيطرة على اللغة بقوانين جامعة لأطرافها، أما أبو الأسود فوضع باب الفاعل والمفعول ولم يزد عليه، ثم جاء رجل من بني ليث فزاد في ذلك الكتاب ثم نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه فأقصر عنه. وأما أبو عمرو بن العلاء فحين سئل أيدخل كلام العرب كله فيما وضعت مما سميته عربية؟ قال: لا، فلما سئل كيف تصنع فيما خالفتك فيه العرب وهم حجة؟ قال: أعمل على الأكثر وأسمي ما خالفني لغات. هذه الحيلة المنهجية ذاتها ... هذا التمييز بين النحو وما يخالفه هو بعينه ما يجعل المفارقة ظاهرة بين النحو واللغة؛ فاللغة باعتبارها ظاهرة متكاملة لا تقبل التمييز بين أطرافها.
33 «إلا أن النحو الذي ابتدأ عربيا خالصا من جهة المقولات الفكرية التي سيطرت عليه، انقلب به الأمر فانتصرت فيه ثقافة الأعاجم على ما عداها بما سيطر عليه من مقولات فكرية غريبة على طبيعة التفكير اللغوي العربي نفسه، وأريد به أن يكون سلطانا قائما على العربية والشعراء.»
34
وبعبارة أخرى فإن النحو لم يلبث أن انفصل عن اللغة وجعل يدرسها بفكر غريب عنها، واغترب عن مصدر الظاهرة اللغوية، وجعل يمتح من بئر أخرى!
كان اللقاء بين النحو واللغة بعد طبقة النحويين العرب الأوائل لقاء بين ثقافتين مختلفتين: الثقافة العربية التي تشربها العرب بالاتصال المباشر، وثقافة الأعاجم التي أخلص لها النحويون بطبيعة انتمائهم وكان أكثرهم من الموالي. وتؤرخ الخصومة بين موالي النحويين وبين الشعراء العرب للصراع بين هاتين الثقافتين. والخصومة بين الفرزدق الشاعر وعبد الله بن أبي إسحاق النحوي معروفة، فقد كان هذا النحوي يخطئ الفرزدق ويلحنه في أبياته، والفرزدق يهجوه ويعنفه بشعر وأقوال شهيرة، نجتزئ منها ما يلي لدلالته على جوهر الخصومة:
على ما يسوءك وينوءك، علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا.
أما وجد هذا لبيتي مخرجا في العربية؟
أما إني لو أشاء لقلت ... ولكني لا أقوله.
تترجم هذه الأقوال للفرزدق جوهر الصراع واختلاف الوجهة. لم تكن قوالب النحو وقضبانه مما يعني الفرزدق، بل كان يتخذ مستوى صوابيا آخر، الفرزدق من الشعراء (أمراء الكلام، الذين يحتج بهم ولا يحتج عليهم)، وقد كان يحس بعمق الأزمة وهول الخطر الذي يحدق بالعربية في تلك الحقبة: ثمة مقولات غريبة تريد أن تلتف على العربية؛ كي تؤدبها وتسلكها على اطراد واحد، ثمة لواء للفصاحة يوشك أن ينتزع، لكأنه يدفع عن اللغة غازيا أجنبيا يريد أن يأسرها لا أن يفهمها!
وقد كان أحرى بالنحوي أن يقف من الفرزدق موقفا آخر، كموقف أبي عمرو بن العلاء فيما سبق، وهو أن يأخذ أبيات الفرزدق على أنها مادة لغوية يضيفها إلى ما لديه؛ لكي يصف ويستقرئ ويستخلص منها ما يكمن فيها من اتجاهات وميول لغوية، لا أن يقف هذا الموقف المعكوس فيعايرها بما لديه من قواعد «مقيسة على الأكثر وتسمى ما خالفها» خطأ (لا لغات كما كان أبو عمرو يسمي).
Halaman tidak diketahui