Kesilapan Bahasa: Jalan Ketiga ke Bahasa Fusha Baru

Cadil Mustafa d. 1450 AH
206

Kesilapan Bahasa: Jalan Ketiga ke Bahasa Fusha Baru

مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدة

Genre-genre

أما حركات الإعراب (أي اختلاف الحرف الأخير أو الأحرف الأخيرة في الكلمة حسب موقعها من الإعراب) ونجد مثله في اللاتينية وفي اللغات السامية القديمة وفي كثير من اللغات القديمة، فهو بغير شك صعوبة كبرى، غير أنه صعوبة مجزية، ووجوده في اللغة العربية يمنحها مزايا تعبيرية وطاقات بيانية وموسيقية هائلة، هل الموقع من الإعراب سوى موقع من المعنى؟ الإعراب يضمن تماسك المعنى فيتيح للعربية مراغما كثيرا للقيم الشكلية الدالة،

16

يتيح لها التقديم والتأخير (كأن عظامها من خيزران كما يقول مارون عبود)، ويتيح تبديل الصدارة والخلفية بما يقتضي الحال («الله أعبد» غير «أعبد الله»، معنويا وعروضيا)، وتيسير التقفية في الشعر وحشد الدلالة عند القافية بحيث تؤتي أثرا شعريا جماليا وتنتزع السامع من نفسه وترمي به في الوجد. إنه الخاصة البوليفونية الكامنة في العربية، والتي تجعلها مغردة بالطبيعة شعرية بالوراثة، وتسمح لها أن تتأود دون أن تنقصف، وتتمايد دون أن تنخسف، وتتيح لها أن تتراقص بليونة وأرجلها ثابتة على الأرض (بل لعله يتيح لها أن تكون أكثر دقة علمية وإبانة فكرية).

الكاتب بالعربية كالعازف على البيانو: لديه أكثر من اعتبار يراعيه في الوقت الواحد وأكثر من إصبع ينقرها في ذات اللحظة! إنه لأمر عسير وخطة صعبة، ولكنها صعوبة الثراء، صعوبة الجمال.

وحركات الكتابة صعوبة بلا ريب، ولكنا نعلم أنه بالنسبة للقارئ المتمرس لا لزوم للتحريك في أغلب الكلام، وأما لغير المتمرس فإن تقنيات الطباعة الحديثة قد حلت هذه المشكلة المزمنة من حيث لا نحتسب. العربية لغة تكتب على ثلاثة أسطر، وتقرأ مثلما تكتب (بمراعاة قواعد بسيطة) بدقة تامة وكمال عجيب.

والمثنى وتصريفاته وإعرابه صعوبة بلا شك تكاد تنفرد بها العربية، ولكن أليس «اثنان» عددا ذا وضع خاص؟ ثمة في الوجود علاقات لا تكون إلا «ثنائية»، وتنبئنا السيكولوجية الحديثة أن «الجماعة» تبدأ من العدد «ثلاثة»، أما «الاثنان» فليسا «جماعة» بأي حال، وفي العلاج النفسي الجمعي تمر الجماعة بمرحلة غير ناضجة تظهر فيها الثنائيات أو «الأزواج»

، ولا تصبح الجماعة جماعة بحق إلا بعد تلاشي هذه الثنائيات، الاثنان إذن تصنيف عددي قائم بذاته، واللغة التي تغطي ذلك دلاليا هي، على صعوبتها، لغة أكثر إبانة وأدق تصويرا.

صفوة القول أن العربية، بعد كل الذي قلناه عن منشئها العشوائي الغامض والملتبس، وعن «صناعيتها» و«لاطبيعيتها»، قد تجاوزت منشأها ولم تعد تنجرح بانجراحه،

17

هي لغة بديعة خلابة البنيان، وأنت مع العربية بإزاء وحش خرافي جسيم، لو أمكنك أن تروضه وتستأنسه لفعلت به الأفاعيل، هي ثروة طائلة تركها لنا الأجداد سادة الأرض في تجليهم، ومن السفه أن نتنازل عنها ببساطة. إنها بحاجة إلى هندسة إصلاحية «جزئية»

Halaman tidak diketahui