117

Mufradat Alfaz al-Quran

مفردات ألفاظ القرآن‌

Penyiasat

صفوان عدنان الداودي

Penerbit

دار القلم

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٢ هـ

Lokasi Penerbit

الدار الشامية - دمشق بيروت

ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه، وأما قول الشاعر: ٦١- أو يرتبط بعض النفوس حمامها «١» فإنه يعني به نفسه، والمعنى: إلا أن يتداركني الموت، لكن عرّض ولم يصرح، حسب ما بنيت عليه جملة الإنسان في الابتعاد من ذكر موته. قال الخليل: يقال: رأيت غربانا تَتَبَعَّضُ «٢»، أي: يتناول بعضها بعضا، والبَعُوض بني لفظه من بعض، وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات. بعل البَعْلُ هو الذكر من الزوجين، قال الله ﷿: وَهذا بَعْلِي شَيْخًا [هود/ ٧٢]، وجمعه بُعُولَة، نحو: فحل وفحولة. قال تعالى: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ [البقرة/ ٢٢٨]، ولما تصوّر من الرجل الاستعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها كما قال تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [النساء/ ٣٤]، سمّي باسمه كل مستعل على غيره، فسمّى العرب معبودهم الذين يتقربون به إلى الله بَعْلًا، لاعتقادهم ذلك فيه في نحو قوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ [الصافات/ ١٢٥]، ويقال: أتانا بَعْلُ هذه الدابة، أي: المستعلي عليها، وقيل للأرض المستعلية على غيرها بَعْلٌ، ولفحل النخل بَعْلٌ تشبيها بالبعل من الرجال، ولما عظم حتى يشرب بعروقه بعل لاستعلائه، قال ﷺ: «فيما سقي بعلا العشر» «٣» . ولمّا كانت وطأة العالي على المستولى عليه مستثقلة في النفس قيل: أصبح فلان بَعْلًا على أهله، أي: ثقيلا لعلوّه عليهم، وبني من لفظ البعل المُبَاعَلَة والبِعَال كناية عن الجماع، وبَعَلَ الرجل «٤» يَبْعَلُ بُعُولَةً، واسْتَبْعَلَ فهو بَعْلٌ ومُسْتَبْعِلٌ: إذا صار بعلا، واستبعل النخل: عظم «٥»، وتصوّر من البعل الذي هو النّخل قيامه في مكانه، فقيل: بَعِلَ فلانٌ بأمره: إذا أدهش وثبت مكانه ثبوت النخل في مقرّه، وذلك كقولهم: ما هو إلا شجر، فيمن لا يبرح. بغت البَغْت: مفاجأة الشيء من حيث لا يحتسب. قال تعالى: لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً [الأعراف/

(١) تقدّم في الصفحة السابقة. (٢) في المخطوطة: تتبعضض، وانظر العين ١/ ٢٨٣. (٣) الحديث بهذه الرواية أخرجه ابن ماجة في سننه ١/ ٥٨١، ويروى عنه ﷺ أنه قال: «فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر» وهذا متفق عليه. راجع: شرح السنة ٦/ ٤٢. (٤) راجع: كتاب الأفعال ٤/ ١١٣. (٥) في اللسان: واستبعل الموضع والنخل: صار بعلا راسخ العروق في الماء مستغنيا عن السقي وعن إجراء الماء إليه.

1 / 135