إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فلا رأى للمضطرّ إلا ركوبها
وقول الآخر:
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
وقول الآخر:
وظل ذوي القربى أشدّ مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند
وقول السفاح وهو أول من وطد الخلافة العباسية حين قتل بنو عمه بني أمية:
تفلق هاما من رجال أعزة ... علينا وإن كانوا أعقّ والأما
أمل عرفتم أن الأخ المعاند، كالعضو الزائد، يشين الذات، ويمنع اللذات، فقطعه من الرشد، وإن آلم الجسد، هذا ولا يغر الهواء صفائي فكم تكدرت، ولا يثق بسلاستي فكم انعقدت واستحجرت، والذي جمعت في صفائي الأضداء، كما قال الشاعر وأجاد:
أنا كالورد فيه راحة قوم ... ثم فيه لآخرين زكام
وحسبك ما قاله الشاعر، (كالماء فيه الحياة والغرق)، فإن زعم الهواء أن له عليّ فضيلة، فليعرضها على أسماعكم غير متعلل بعلة ولا متحيل بحيلة.
فقلنا: نعوذ بالله من اجتماع النفس والهوا، فمن رام منكما أن يتكلم فليجعل منبر الفخر له مستوى.
1 / 28