وقد ذكر بعض من جهل كثيرا من طبائع الكواكب في سهام الكواكب الخمسة المتحيرة أنه يؤخذ بالنهار والليل ما بين الشمس إلى القمر ويلقى من موضع ذلك الكوكب الذي يراد استخراج سهمه فحيث ينتهي فهناك سهم ذلك الكوكب المتحير فأما سهم الشمس وهو سهم الغيب فإنهم قالوا يؤخذ بالنهار والليل من القمر إلى الشمس ويلقى من موضع الشمس فحيث ينتهي فثم سهم الشمس وأما سهم القمر وهو سهم السعادة فإنهم قالوا يؤخذ بالنهار والليل من الشمس إلى القمر ثم يلقى من موضع القمر فحيث ينتهي فثم سهم القمر وليس هذا بصواب لأن الذي ذكرناه أولا من استخراج هذه السهام فهو مستخرج من أدلاء طبيعية وهو الذي اجتمع عليه هرمس والمتقدمون من علماء النجوم وهذا الأخير ليس يوافق ما عليه الأوائل من الحق والصواب الفصل الرابع في سهام البيوت الاثني عشر
قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا سهام الكواكب السبعة فأما الآن فسنذكر سهام البيوت الاثني عشر وكيفية استخراجها وما اختلفوا فيه وأيها أصوب وجملا من دلائلها المفردة وقد كان كثير من أصحاب صناعة النجوم إذا وجدوا سهمين لبعض بيوت الفلك في معنى واحد ويخالف أحدهما صاحبه في الاستخراج اشتبه ذلك عليهم فلم يدروا أيهما أصوب إلا أنا شرحنا ذلك وبيناه في كتابنا هذا وإنا لما بحثنا عن حالات السهام وجدنا سهاما كثيرة كانت استخرجت على غير أصول صحيحة فلم نذكرها في هذا الكتاب وذكرنا فيه أصح السهام وأصو بها استخراجا وهي السهام التي استخرجها هرمس والمتقدمون من أهل فارس لأنهم استخرجوا السهام من الأدلاء التي يشتركها اثنان منها في الدلالة على شيء واحد وأنهم لما نظروا إلى البيوت الاثني عشر وجدوا لبعض الأشياء التي تنسب إلى هذه البيوت وتدل هي على حالات مختلفة يدل عليها أدلاء كثيرة تشترك فيها في الدلالة وكان لا يمكنهم أن يستخرجوا له سهما واحدا يأتي على دلالة حالات كل شيء فيها فاستخرجوا بذلك الشيء بعينه عدة من السهام يستدلون بها على حالاته وصار كل سهم منها وإن كان يدل على جنس ذلك الشيء فإن خاصته في الدلالة على شيء في ذلك المعنى ليس لغيره من سهام ذلك البيت
Halaman 848