فإن قارن كوكب واحد عدة كواكب مخالفة الدرج وهو أخف منها فإنه يتصل بالأقرب فالأقرب إليه فإذا جاز الخفيف البطيء بدقيقة أو بأقل منها فقد انصرف عنه فإذا انصرف كوكب عن آخر بالمقارنة ولم يتصل بكوكب فإنه يكون أحدهما في طبيعة صاحبه ما داما في البرج الذي اقترنا فيه وأقوى ما يكون امتزاج طبيعتهما إذا كانا في حد واحد ولم يتباعدا بمقدار نصف جرم الأقل درجا فإذا خرج أحدهما من الحد الذي اقترنا فيه كان أضعف لممازجتهما وإذا كان مع ذلك تباعدهما أكثر من مقدار نصف جرميهما كان أضعف لامتزاج طبيعتهما وإن لقيه عند انصرافه عنه كوكب آخر قبل أن يخرج من الحد الذي كانا اقترنا فيه أو قبل أن يتباعد من الكوكب الأول بمقدار نصف جرم الأقل درجا فإن الكوكب الخفيف يكون في طبيعة الكوكبين وهما المنصرف عنه والمتصل به فإذا انصرف عن الكوكب الثاني بالجرم كانت حاله معه كحاله مع الكوكب الأول الذي كان انصرف عنه وإن اقترنت عدة كواكب وكانت في درجة ودقيقة واحدة أو كانت مقاربة الدرج فإنه يكون بعضها مشاركا لبعض بطبائعها ولا يزال كل واحد منها في قوة طبيعة الآخر حتى يتباعد عنه بمقدار نصف جرمه وإن كان اقترانهما في آخر البرج فإن قوة نصف جرميهما تكون في البرج الذي يتلوهما فإذا تحول الخفيف منهما إلى البرج الثاني فإنه لا يزال في طبيعة صاحبه حتى يتباعد عنه بمقدار نصف جرمه إلا أن هذا النحو من امتزاج طبائعهما ضعيف وربما كان عند المقارنة كلا الكوكبين راجعين أو يكون أحدهما راجعا والآخر مستقيما ويكون اتصال أحدهما بالآخر وانصرافه عنه بالرجوع
Halaman 766