فأما زيادة الكواكب في النور والعظم فإنما قيل ذلك لأن الكوكب ربما رئي صغيرا في جرمه وربما رئي كبيرا وربما رئي معتدل الجرم وإنما يرى على هذه الحال على قدر قربه أو بعده من الأرض لا أنه في ذاته يصغر أو يكبر فإذا كان الكوكب في وسط منطقة فلك الأوج كان معتدلا في النور والعظم وأعدل ما يكون في جرمه إذا كان مع ما ذكرنا في وسط منطقة فلك تدو يره أيضا وإذا كان صاعدا من وسط منطقة فلك الأوج كان ناقص النور قليل العظم وأقل ما يكون نورا وعظما وبعدا من الأرض إذا كان في غاية علو فلك أوجه ووافق أن يكون ذلك وهو في ذروة فلك تدو يره أيضا وإذا كان هابطا من وسط منطقة فلك الأوج كان زائدا في النور والعظم وإذا كان في مقابلة ذروة فلك أوجه كان أزيد ما يكون في النور والعظم وأكثر ما يكون نورا وأعظمه جرما وأقربه من الأرض إذا كان مع هذا في حضيض فلك تدو يره
وقد يقال أيضا للكواكب الثلاثة العلوية زائدة في النور ناقصة منه على نحو ما يقال للقمر لأنها إذا جازت الشمس إلى أن تقابلها يقال لها زائدة في النور ومن بعد ذلك إلى اجتماعها معها يقال لها ناقصة في النور إلا أن الأول الذي ذكرناه آنفا هو المجمع عليه
فأما الزائد في العدد والناقص منه أو لا زائد ولا ناقص فإنما يعرف ذلك من شطري عدد تعديل الكواكب في الزيجات المحلولة فأول الشطرين هو من درجة واحدة زائد إلى مائة وثمانين والآخر ينقص من ثلاثمائة وستين إلى مائة وثمانين فإذا كان العدد المطلوب عند التعديل إنما يوجد في الشطر الأول يقال له زائد في العدد وإذا كان في الشطر الثاني يقال له ناقص في العدد وإذا كان مائة وثمانين سواء فإنه لا زائد ولا ناقص
Halaman 718