أما خواص الطبائع الأربع المعروفة فثلاث فالخاصة الأولى أنها يضاد بعضها بعضا لأن الحرارة واليبس اللتان في النار تضادان البرودة والرطوبة اللتين في الماء والخاصة الثانية أنها تستحيل بعضها إلى بعض لأن الأرض إذا لطفت استحالت فصارت ماء والماء ئذا إذا ئذا إذا لطف استحال فصار هواء والهواء ئذا إذا لطف استحال فصار نارا والنار إذا غلظت استحالت فصارت هواء والهواء ئذا إذا غلظ استحال فصار ماء والماء ئذا إذا غلظ استحال فصار أرضا والخاصة الثالثة أنها تقبل الزيادة والنقصان لأنه يكون هواء أرطب من هواء وأرض أيبس من أرض وماء أ برد من ماء وحرارة دون حرارة وكل الطبائع الأربع يقبل الزيادة والنقصان
وأما الصور فإن لها ثلاث خواص خلاف خواص الطبائع فالخاصة الأولى أنها لا تضاد بعضها بعضا لأن الإنسان لا يضاد في جوهريته ونطقه شيئا من الأشياء والخاصة الثانية أن لا يستحيل بعضها إلى بعض لأنه لا يستحيل الإنسان من الإنسانية إلى غيرها والثالثة أن لا تقبل الزيادة والنقصان لأنه ليس إنسان في الحياة والنطق بأكثر أو أقل من إنسان آخر
فهذه خواص الطبائع والصور وهي كلها تجتمع في كل المطبوعات مع أشياء آخر فكل شيء في أشخاص المطبوعات من أجل الطبائع فهو يقبل الزيادة والنقصان ويستحيل من شيء ئلى إلى شيء ويضاد بعضها بعضا وما كان فيها من أجل الصورة فإنه لا يكون في شخص دون آخر من نوعه ولا يضاد بعضها بعضا ولا يستحيل من شيء ئلى إلى شيء ولا يقبل الزيادة والنقصان وما لم يكن للصورة ولا للطبيعة فلا بد له من علة وعلته القوة السماوية وذلك كالإنسان فإن الذي فيه من خاصية الطبائع الأربع أن يكون في وقت حارا وفي وقت باردا وفي وقت صحيحا وفي وقت سقيما وكل واحدة من هذه تضاد الأخرى والثانية التي يستحيل بعضها إلى بعض أنه ينتقل من الصحة إلى السقم ومن السقم إلى الصحة والثالثة التي يقبل الزيادة والنقصان أنه يكون الإنسان في بعض الأوقات أكثر أو أقل حرارة منه في وقت آخر فهذه هي الأعراض التي تعرض في الإنسان المطبوع من أجل الطبائع وأما ما كان في الإنسان من الخاصة من أجل الصورة فإنه لا يقبل الزيادة والنقصان لأنه ليس إنسان في الحياة والنطق والموت بأكثر أو أقل من إنسان آخر ولا يستحيل من الإنسانية إلى غيرها ولا يضاد في جوهريته ونطقه شيئا من الأشياء فهذا ما في الإنسان المطبوع من خواص الصورة وخواص الطبائع
Halaman 98